ترى الثالوث إذا رأيت المحبة

الثالوث الأقدس الإله الواحد الحق (5)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الحب فعل يدفع الإنسان للخروج من ذاته. عندما نحب، نُحبّ بالضرورة شيئًا أو أحدًا. فالحب بطبيعته يتوق إلى آخر-مختلف.

عندما نقول مع القديس يوحنا: “الله محبة” (1 يو 4، 8 . 16)، نقول بالضرورة أن الله منفتح على “آخر”.

من هو هذا الآخر؟

إذا أجبنا: “العالم” أو “الإنسان”، يكون جوابنا خطرًا لسببين:

– أولاً، نصرح بأن الله، قبل خلق العالم والإنسان في الزمان (وهذا اعتقاد الأديان السماوية: العالم ليس أزليًا)، لم يكن محبة!

– ثانيًا، نصرح بأن الله كان بحاجة للعالم وللإنسان لكي يحقق ذاته، لكي يخرج من أناه وأنانيته الأزلية. فالحب المنطوي على ذاته ليس حبًا، هو أنانية، هو انغلاق.

إن الإيمان المسيحي، ارتكازًا على ما علّم يسوع بشأن الله، فهم أن الله محبة منذ الأزل، قبل الخلق وقبل الزمان.

في البدء لم يكن هناك الصمت والوحشة، بل كان هناك الكلمة والشركة، شركة المحبة. حوار الحب هذا هو الروح القدس، “روح المحبة” الذي يوحد الآب بالابن.

في كتابه الرائع حول الثالوث الأقدس، يشرح القديس أغسطينوس بأن كل فعل محبة حقيقي هو صورة عن الثالوث. ففي فعل المحبة هناك المُحِبّ، المحبوب والحب الذي يربط بينهما.

انطلاقًا من هذا التشبيه، يربط القديس الإفريقي التفكير بالثالوث الأقدس وحدس شيء من نوره بالمحبة. يقول أغسطينوس: “ترى الثالوث إذا رأيت الحب” (vides Trinitatem, si caritatem vides).

في الثالوث الأقدس، الآب هو المُحبّ، هو مصدر الحب، الابن هو المحبوب، هو الذي يجيب على الحب، والروح القدس هو الحب المتبادل.

(يتبع)

لمراجعة القسم السابق من المقالة اضغط على هذا الرابط

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير