بعيد استقالة كاهن من أبرشية أنيسي لانتمائه الى الماسونية، نشرت الأبرشية بعض التفاصيل التي تبين "هذا التعارض" الكامن بين المسيحية والماسونية مشيرة الى قرارات مجمع عقيدة الإيمان.

لم يتغير الى اليوم موقف الكنيسة الذي يحظر أي انتماء الى الماسونية "إن رأي الكنيسة بالمنظمات الماسونية لم يتغير...وهي لا تزال تحظر أي انتماء لها"، وذلك يعود لعدم التوافق الموجود بين مبادئ الماسونية والعقيدة المسيحية، فالانتماء الى الماسونية هو بحد ذاته تشكيك بأسس الحياة المسيحية من مضمون الإيمان، الى العمل الأخلاقي، فالعضوية بالكنيسة جسد المسيح.

أما أسس الماسونية فهي أن يكون الشخص حرًّا لا يتبع عقيدة معينة أيا كانت، وبالتالي لا ينتمي لأي منظمة قائمة على أساس عقائدي والكنيسة الكاثوليكية تعتبر الأبرز بينها فهي مبنية على الإيمان. كذلك يرفض الماسوني أي فكرة عن الوحي، فالدين يحاول أن يعبّر عن الله الذي هو مجهول ولا يمكننا الوصول إليه، زد على ذلك أن الماسوني يحكم على الحقيقة بنفسه ويضع معاييره الخاصة ومن هنا جاءت الحجة الماسونية: "الحرية المطلقة للضمير"، فالضمير هو الشيء الوحيد الذاتي المنشأ.

إذًا بإمكاننا القول بأن الماسونية لا تعترف بالله على عكس المفهوم المسيحي عن الله الذي يكشف نفسه ويدخل في حوار مع الإنسان والإنسان يسميه الآب، أو الرب. لا ننسى أن العقائد في الكنيسة هي تعبير عن الإيمان ورثناها عن الرسل، وهي علامات غير منغلقة تشير الى سر المسيح "الطريق، والحق، والحياة"، فهذه التعريفات قد أعطيت لنا لتنير عقولنا، وتجعل لإيماننا هدفًا.

إن كل ماسوني يحاول أن يصل الى الكمال بواسطة إبداعه الذاتي، وبحسب الفلسفة الماسونية لا يحتاج الإنسان الى الخلاص على عكس الإنجيل الذي هو البشرى السارة للخلاص الذي ينتظره كل مسيحي بشخص يسوع المخلص. لم تغب الاختلافات عن القواعد الأخلاقية، فبحسب الماسونية يجب على تلك القواعد أن تتطور باستمرار وفقًا لتطور العلم وتوافق آراء المجتمع: "الإنسان هو نتاج ثقافة مجتمع ما" أما المسيحية فتقول أن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله.

تغلب سلطة "الأنا" في الماسونية هي التي تنفي وجود أية عقيدة، وتعتمد على الاستقلالية الفردية. بالإضافة الى ذلك، تمارس في الماسونية طقوس تخلف آثارًا على أعضائها، كذلك تجدر الإشارة الى أن الإنتماء المزدوج الى الماسونية (وديانة مبنية على العقيدة) أمر مستحيل بالنسبة الى المسيحيين الذين "ينتمون للمسيح." (رومة 14، 8).