التقى البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان مساء يوم الثلاثاء، في الرابع من آب ما يقارب 12 ألف شخص من خدّام المذبح القادمين من بلدان عديدة بما في ذلك ألمانيا، والنمسا، وفرنسا، والبرتغال، وسويسرا والمجر وصربيا وايطاليا ولكن أيضا من الهند والفلبين، في إطار مسيرة الحج الدولية إلى روما وجاء اللقاء الذي جمع الأب الأقدس بهم تحت شعار “ها أنذا، فأرسلني”، أشعيا (6، 8)، وذلك بحسب ما نشرته وكالة آسيا نيوز.
خلال اللقاء ألقى البابا فرنسيس عظة عبر فيها عن الفرح الذي يتملكه بلقائه خدام المذبح وكذلك شكرهم على حضورهم لرؤيته في تلك الأجواء الحارة بحسب إذاعة الفاتيكان. تابع البابا عن أن القرب من يسوع في خدمة المذبح يصبح أيضا فرصة للانفتاح على الآخرين وللسير معا ولاختيار أهداف تتطلب التزامًا وإيجاد القوة لبلوغها.
الى جانب ذلك أضاف فرنسيس قائلا: “أنه لمصدر فرح حقيقي الاعتراف بأننا صغار وضعفاء، والإدراك أيضا بأننا وبمساعدة يسوع، نستطيع أن نكون أقوياء ونسير برفقته.” وفي إشارة منه الى ذلك ذكر البابا أن النبي أشعيا قد سبر غور هذه الحقيقة، أي أن الله نقّى نواياه وغفر خطاياه، وشفى قلبه وجعله أهلاً للقيام بمهمة كبيرة، أي أنه مكنه من حمل كلمة الله للناس، كما أن أشعيا قد علم أيضًا أنه من خلال الاستسلام الواثق بين يدي الرب، تتبدّل حياة الإنسان كلها.
هذا وتوجه البابا الى الحاضرين في ساحة القديس بطرس قائلا لهم: “إن المقطع الذي أصغينا إليه من الكتاب المقدس يحدّثنا عن هذا الأمر فقد اكتشف أشعيا بذهول أن الله هو من يقوم بالخطوة الأولى، لا تنسوا هذا أبدا ـ إن الله هو من يقوم دائمًا بالخطوة الأولى في حياتنا، وفي الافخارستيا، وباقي الأسرار، تختبرون قرب يسوع وحنان حضوره وفعاليته.”
كما تابع البابا ووفقا لإذاعة الفاتيكان، مشددا على أننا نختبر في حياتنا أيضا كما فعل النبي أشعيا أن المبادرة تأتي دائما من الله، لأنه هو من خلقنا، وهو الذي في المعمودية جعلنا خلائق جديدة، وهو دائما ينتظر الجواب على مبادرته بصبر، ويقدّم المغفرة لكل من يسأله ذلك بتواضع. ونحن مدعوون لأن نكون شهودا على أن الإيمان قادر على إعطاء اتجاه جديد لخطانا، وهو يجعلنا أحرارا وأقوياء لنكون مستعدين للرسالة .
أخيرًا، ختم البابا كلمته متوجها الى خدام المذبح بالقول: “ما أجمل أن نكتشف كيف أن الإيمان يخرجنا من ذواتنا لأنه يملؤنا بفرح أننا أصدقاء المسيح الرب، يجعلنا نسير باتجاه الآخرين ويجعلنا مرسلين!”.