في كل عام نحتفل بعيد التجلي في السادس من شهر آب في فصل الصيف ولربما وقع الاحتفال في هذا اليوم لأسباب تاريخية. تتم في بعض البلدان في مثل هذا اليوم مباركة العنب وفوكاه أخرى وبعض الخضراوات وهي علامة لتبدل كل شيء مع تجلي المسيح، وهي علامة أيضا للازدهار النهائي والمثمر لكل الخلق في ملكوت الله حيث نتحول كلنا ما إن يغدق علينا مجده.
إن تجسد المسيح هو من أحد أهم الأحداث المسجلة في الإنجيل، فيسوع أظهر نفسه لتلاميذه بعد أن عرفوه بأنه المسيح ابن الله الحي وقال لهم أنه سيتألم ويموت ويقوم في اليوم الثالث وهم حينها غضبوا وتألموا كثيرا وبعد ذلك اقتاد الرب بطرس ويوحنا ويعقوب الى جب طابور وتجلى أمامهم. كان هناك عيد عند اليهود يسمى بعيد المظال الذي يشير الى مسكن الله مع الناس وأتى تجلي المسيح ليثبت هذا الموضوع من خلال تجلي الله بجسد بشري، وبقال بأن تجلي المسيح تزامن مع عيد المظال عند اليهود وهو أصبح العيد الجديد في العهد الجديد الذي يستبدل بمعنى أو بآخر العيد القديم.
في التجلي رأى الرسل مجد ملكوت السماوات في مجد شخص يسوع المسيح ففيه رأوا كمال الله هم يرون هذا ليعلموا من الذي تألم لأجلهم وماذا هيأ هذا الإله للذين يحبونه وهذا ما تحتفل به الكنيسة اليوم في عيد التجلي. الى جانب المعنى الحقيقي الذي يحمله التجلي في حياة المسيح ورسالته والى جانب مجد الله الذي تراءى لنا جميعا في بهاء وجه المخلص كذلك يمكننا أن نستعين بموسى وإيليا لفهم موضوع هذا العيد. ففي العهد القديم بالطبع يوجد أنبياء آخرون غير موسى وإيليا ولكن يمكننا القول أن الله أظهر نفسه لهؤلاء فموسى للناموس وإيليا للأنبياء والمسيح هو كمال الناموس والأنبياء.
يذكر ان موسى مات وقبر ومكان القبر معروف أمام إيليا فاقتيد حيّا الى السماء وظهورهما مع يسوع يظهر أن المخلص هو هنا وهو ابن الله الذي يشهد له الآب بنفسه رب كل الخليقة، اله العهد القديم والجديد وإله الأموات والأحياء. إن تجلي المسيح يظهر لنا قدرنا المحتوم كمسيحيين وقدر كل الخليقة فنحن كلنا سنتحول ونتطهر بمجد المخلص نفسه.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود-وكالة زينيت العالمية