على قمم جبال الحكمة تلك:
يتطهر القلب من كل تعلق ما دون السيد، فيسقط البرقع ليعاين إنساننا مجد الله و يسمع صوته و يحمل توصيته .
من هم في أسفل الجبل، فليشتاقوا الى الصعود… ليحملوا كلمته و عكاز صليبه و لينطلقوا!! ففوق مشقات الطريق، دخول في سحابة الحضور الإلهي ثم في مجده. و المجد الالهي هو اكثر من مجرد الحضور الالهي. فعلى قمم الروح يتجلى الله الحي القادر بكل ثقل حضوره في ال” هنا و الآن”.
يقول شراح الكتاب المقدس أن التعريف المرجعي لكلمة (مجد) من العهد القديم هو “ثقل” من التواجد. أما التعريف المرجعي من العهد الجديد فهو يتحدث عن “لمعان” و “بريق شخصية” الله. من هنا قد نفهم وصف متى الإنجيلي لثياب السيد في حدث التجلي:
” وصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ نَاصِعَة، حَتَّى لَيَعْجُزُ أَيُّ قَصَّارٍ عَلى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَها”… إنه بريق الله!!!
وعليه تم الاتفاق على تعريف مجد الرب على أنه ثقل لمعان حضور الرب. و هكذا نرى موسى يطلب من الرب أن يسير بحضوره مع الشعب فى سفر الخروج ، و عندما يعطيه الرب طلبته و يقول له : حضوري يسير فأريحك. يعود موسى ليطلب طلبة أخرى. قال: أرنى مجدك…
و هكذا على قمم الروح نختبر ما هو أبعد من حضور الله: نختبر مجده، في سماء مفتوحة ومكان روحى حقيقي من التواجد الإيماني الذي من خلاله يطل الرب الثالوث على النفوس ….
اليوم في عيد تجلي الرب :
هلمّ نلاقيه على قمة جبله و نهتف مع بطرس تلميذه:
“ربي، حَسَنٌ لَنَا أَنْ نَكُونَ هُنَا”!!!
Robert Cheaib - flickr.com/theologhia
من جبل موريا الى جبل سيناء فجبل التجلي :
أنها قمم الروح…. مدعوون نحن لنتسلقها، لأن عليها نلمس جمال مجد الله