Woman Makeup closed eyes

Pixabay - Wilkernet https://pixabay.com/it/trucco-bellezza-femmina-eyeliner-377618/

مستحضرات التجميل والعطور: ماذا يقول الكتاب المقدس؟

نظرة كتابية ومعاصرة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

مستحضرات التجميل و العطور الفاخرة.
لها مناصريها و لها أيضاً معاديها.
و يسأل البعض عن نظرة الكتاب المقدس و هل استخدمت نساؤه مستحضرات التجميل تلك؟ وإذا إيجاباً، ما كانت انواعها؟ و هل تلك النساء المستخدمات لهذه المستحضرات كلهن فاضلات؟؟؟

لا شك ان بعض الاسفار المقدسة، و بعض من القطع الاثرية المكتشفة في اراضي الكتاب المقدس، قد تفيدنا في هذا الموضوع.
العطور والدهون كما الزيوت المعطّرة كانت متداولة في أوساط الميسورين من الناس، و كان الكثير من تلك المساحيق تستعمل لتعطير بيوتهم وثيابهم وأجسامهم، كما إستعمل الكحل لتجميل عيونهم. و قد إكتشف عدد كبير من المكاحل ،زجاجية كانت أم حجرية، مع عيدانها الصغيرة التي كانت تستخدم لتكحيل العينين ، و هذا يبيّن عادة استعمال الكحل وغيره من المستحضرات ،عند الطبقة الغنية بشكل خاص.
أما الزيوت العطرة فدخلت في الخدمة الدينية كما في الحياة اليومية.ويصف لنا سفر الخروج بدقة وصفة لتحضير الزيت العَطِر المقدس الذي اعتمده الكهنة في خدمة الهيكل و هو يحتوي على مزيج من المر و القرفة وغيرها …
ومن المثير للإهتمام ما يحكى عن إكتشافين أثريين في هذا الإطار:

*الأول في القدس هو كناية عن مشغل يعود الى القرن الاول ميلادي، كانت تصنع فيه العطور المستعملة في الهيكل.
* أما الثاني و قد يكون الأهم لأنه يرتبط بزيت البلسان الذي يرد ذكره مرات عديدة في روايات الكتاب المقدس عن الملكة استير وملكة سبأ وغيرهما…. و الحدث يعود الى عام ١٩٨٨، حين تم العثور على قارورة صغيرة من الزيت في أحد كهوف قمران على شواطئ البحر الميت. وقد أثار هذا الإكتشاف الكثير من التساؤلات عمّا إذا كانت هذه القارورة هي العينة الاخيرة من هذا الزيت المشهور…

و عليه من الواضح أن هناك إستخدام لمستحضرات التعطير و التجميل في زمن الكتاب المقدس و لأسباب متعددة غير تلك المرتبطة بالعبادة :
فإن الزيوت العطرية كانت وسيلة مهمة للعناية بالنظافة، خاصة عندما تشح المياه. و من الملفت أن سفر صمؤيل قد ميّز فوائد بعض من الدهون التي تحمي البشرة في المناخ الحار والجاف مما يعكس حسناتها التجميلية. ولأن بعض من الزيوت كان نادرأً أو غاليأً، كانت عادة إهدائها أو صبها أمام “عزيز” هو نوع من التكريم. نذكر في هذا الإطار، مريم (أخت لعازر)، التي جاءت بقارورة فيها «زيت عطر، ناردين خالص غالٍ جداً» وسكبتها على شعر يسوع وقدميه.
أما نساء الكتاب اللواتي إستخدمن المساحيق و العطور، فينقسمن الى قسمين:
منهن الشريرات كالملكة إيزابيل الشهيرة أيام النبي إيليا، و هناك أيضاً الصالحات كالملكة أستير التي تميزت بالحكمة و الصبر و عدم المهابة من الموت دفاعاً عن شعبها.
إذاً؟؟؟؟
ليس استخدام مستحضرات التجميل أو العطور ما يفسد المرأة إنما ميل قلبها… أهو حصراً صوب الإهتمام بجسدها بغية الإغراء الملتوي …؟! إذاً هنا ندخل في ديانة “الجسد” إذا صح التعبير، لتصبح المرأة “سلعة” تخاف نفاذ “مدة إستهلاكها”…. أو ليس هذا ما يحصل اليوم، حيث يجتاح مجتمعاتنا “هوس الشباب الدائم” ؟! أما إذا أهتمت المرأة بجسدها ووجهها و لم تهمل روحها… لا بل إستثمرت محور وقتها في “مكياج مقدس”، فهي في أمان مشيئة الله. و لم لا يترافق وقت “مكياج الوجه الصباحي” مع صلاة صامتة لتجميل الروح ايضاً…. 
يبقى القول أن أجمل ما يزين المرأة هو إيمانها و عقلها المنوّر بالله وحشمتها الأنيقة وعاطفتها النقية ….و هي الأكثر تأثيراً عندما تعمل في سبيل الله!!!
في زمننا المعاصر، أتذكرون إمرأة أكثر تأثيراً من تلك المرأة الصغيرة الممتلئة بالكثير من التجاعيد و التي تدعى الأم تريزا؟؟
حسناً…. أعتقد أن الفكرة وصلت!!! 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير