بفرحٍ عظيم نفتتح دعوى تقديس بطرس كسّاب هذا المسيحي العلماني العملاق! وقد أسَّس العدد الأكبر من مجموعات العمل الكاثوليكي للشباب.
الشباب والعمل الكاثوليكي للشباب هو النعمة الروحيَّة الكبرى في حياته. أي هي الكاريزم الذي دَمَغ حياته كلّها.
وتجلَّت غيرته المسيحيَّة في جمعيَّة القدّيس منصور دي بول، وكان عضوًا فيها ثمَّ رئيسها سنوات طويلة…
كما أنَّه بذل مجهودًا جبارًا داخل كنيسته في المجلس الملِّي وسواه من نشاطات الكنيسة.
وهذا وقد طالعتُ باهتمام الشهادات الكثيرة عن هذا المسيحي المؤمن. وقد صدرتْ من رجال عظام وشخصيات مسيحيَّة عالميَّة عربيَّة وفرنسيَّة أمثال ماري كحيل ولويس ماسينيون، ورينيه فوايوم وموريس فيلين… وكلهم من كبار العاملين في حقل اللاهوت والحوار المسكوني.
لم يقم نشاط روحي رسولي اجتماعي كنسي شبابي، مسكوني حواري، علماني، إلا وكان لبطرس كسّاب دور فيه، ودور قيادي، بتميُّز بالرؤية المسيحيَّة والفكر الثاقب، والتصميم العملي، والتنظيم الضامن للنجاح، والالتزام الثابت الكامل.
فكان الرفيق الأكثر تأثيرًا على حياة الكنيسة في مصر، في شقها العلماني.
وقد صرَّح قائلاً: العمل الكاثوليكي هو كلّ حياتي. وقيل عنه بحقّ: “إنَّه رسول صعيد مصر”. وهذا عنوان الكتاب الذي كتبه عنه الأرشمندريت موريس خوري، الذي توفقَّ في إبراز شخصيَّة هذا الرسول العلماني العظيم، وأوصلنا من خلال ما كتبه عنه، إلى هذا اليوم الذي فيه نفتتح هذه الدعوى المباركة.
إنَّ الحكم على قداسة بطرس كسّاب رسولِ صعيدِ مصرَ هو شأن كنسي يخضع لعمل دقيق لأجل سبر روحانيَّة وقداسة هذا المسيحي رسول الشباب ومثال العلماني المؤمن الملتزم بإيمانه وبقيم الإنجيل المقدَّس بمثاليَّة نادرة.
ولكنَّنا دون أن نستبق حكم الكنيسة، نقول مع صاحب المزامير: “عجيب الله في قدّيسيه”. ويمكننا أن نقول مع مريم عن هذا الرجل العظيم. “إنَّ الرب صنع بي عظائم واسمه قدوس”. نطلب شفاعتها وبركتها على هذه الدعوى التي نفتتحها اليوم في القاهرة في كاتدرائيَّة القيامة للروم الملكيين الكاثوليك. ونفتخر أن تقدِّم كنائس اليوم في الشرق، وكنيستنا بالذات، قدّيسين عصريين، يتابعون مسيرة القداسة في الكنيسة، ويؤكِّدون على علامة الكنيسة: إنَّها كنيسة مقدّسة! ولتكن قداسة القدّيسين في بلادنا، ومنهم مؤخرًا مريم العربيَّة، أو مريم يسوع المصلوب، والأم ألفونسين غطاس، وشربل ورفقا… لتكن مسيرة القدّيسين حافزًا لنا لكي نحقِّق أجمل أحلام الإنسان المخلوق على صورة الله، وهو أن يكون قدّيسًا، كما دعانا الربّ يسوع قائلاً: كونوا قدّيسين! كونوا كاملين كما أنَّ أباكم الذي في السموات هو كامل.
فلنكن كلّنا طلاب قداسة في مدرسة آبائنا القدّيسين.
ولتكن هذه الدعوى لتقديس أخينا وﭐبن بلدنا مصر الحبيبة بطرس كسّاب، ورسول الصعيد لتكن مباركة باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
+ غريغوريوس الثَّالث
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للرُّوم الملكيِّين الكاثوليك