Salvatore Martinez at 38° national convocation of Rinnovamento nello Spirito Santo (Rome

Elisa Paolini

ملخص عن لاهوت الدعوة: نظرة كتابية

ما هي دعوتي (17)

Share this Entry

ولكن ما هو لاهوت الدعوة الكتابي؟ سنحاول الإجابة باقتضاب على هذا السؤال.

كل إنسان يتلقى دعوة أساسية من الله، هي الدعوة إلى الوجود، الوجود البنوي. كل إنسان خلق لكي يكون شريكًا في الحياة الإلهية. هذه الدعوة الأولى إلى الوجود تترافق مع دعوة جذرية مترابطة، هي الدعوة إلى الخلاص الذي ليس إلا الاتحاد بالله، هو الذي يريد “أن يخلص كل البشر وأن يصلوا إلى ملء معرفة الحقيقة” (راجع 1 تيم 2، 4).

هذا وإن معرفة حقيقة الخلاص ليست مجرد معرفة نظرية مبهمة، بل هي “معرفة” بالمعنى العميق والكتاب للكلمة ومن يعرف ولو قليل من اللاهوت الكتابي، يدرك أن هذه المعرفة تقارب الاتحاد الجسدي الحميم. الحياة الأبدية هي حياة اتحاد بالآب والابن في الروح القدس: “هذه هي الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، ويعرفوا الذي أرسلته يسوع المسيح” (يو 17، 3).

وعليه فالخلق عينه هو دعوة إلى الاتحاد بالله ورمزية السفر الأول من كتاب التكوين لا تغفل إيضاح هذا الأمر، فالإنسان مخلوق على صورة الله لكي يصل إلى مثاله. ملء مثال الله هو يسوع المسيح، وعليه فدعوة الإنسان، كل إنسان، هي الاقتداء بالمسيح والاتحاد به.

أن نكون للمسيح هو ملء دعوتنا وتحقيقها. لقد خُلقنا في المسيح الكلمة (راجع يو 1، 3؛ 1 كور 8، 6) ولأجله (راجع كول 1، 15 – 20؛ أف 1، 3 – 14). المسيح هو بدء رأس الخليقة وغايتها. يتوجه بولس الرسول بالسلام إلى أهل روما فيعرف عن نفسه كـ “رسول بحسب الدعوة” (روم 1، 1)، ويدعو الرومانيين “مدعوين في المسيح يسوع” (الآية 6)، وبهذا الشكل يعبّر عن رباط جوهري بين أن نكون محبوبين من الله وأن نكون مدعويين إلى القداسة (راجع الآية 7).

الدعوة الأساسية، التي هي أساس ومعنى وغاية كل الدعوات التاريخية هي الدعوة المسيحانية، الشركة مع الله في المسيح (راجع 1 كور 1، 9؛ 2 تس 2، 13 – 14؛ 1 بط 5، 10). هذه الدعوة تبيّن عن حب الله الكبير لنا (يو 3، 16). الله يدعونا لأنه يحبنا: “انظروا ما أعظم المحبة التي سبغها الأب علينا إذ دعانا أن نكون أبناء الله ونحن كذلك فعلاً” (1 يو 3، 1).

دعوة المسيح لا ترتكز على أفضال واستحقاقات بشرية (راجع روم 5، 8)، بل على مجانية نعمة الله في المسيح (راجع روم 9، 11؛ 2 تيم 1، 9). هذا الأمر لا ينفي أن هناك تعاون بشري مع “أفعال النعمة”، وذلك من خلال روح المسيح وبتجاوب مع موهبة النعمة الإلهية.

يذكرنا الكتاب بأن دعوة الله هي للقداسة (1 تسا 4، 7) وللبركة (1 بط 3، 9) وهي لا تتألف من طهارة شرعية، بل بموهبة التحول تدريجيًا لكي نشبه أكثر فأكثر يسوع المسيح، وذلك من خلال التجدد على صورته (راجع روم 8، 29) ومن خلال “لبس الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله بالبر والقداسة” (أف 4، 23).

دعوتنا هي أن نكون بسلام (1 كور 7، 15) وبشركة مع المسيح، كجسد واحد، فيه (راجع كول 3، 15): “جسد واحد وروح واحد، كما أن واحد هو الرجاء الذي دعيتم إليه، رجاء دعوتكم” (أف 4، 4).

دعوتنا الأساسية إذا هي بكلمة المسيح بالذات، ففيه اختارنا الآب “قبل إنشاء العالم لنكون في نظره قديسين بلا عيب في المحبة وقدر لنا منذ القدم أن يتبنانا بيسوع المسيح على ما ارتضته مشيئته للتسبيح بمجد نعمته التي أنعم بها علينا في الحبيب” (أف 1، 4 – 6).

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير