Assumption of Mary

Robert Cheaib - www.flickr.com/photos/theologhia

عيد الانتقال العذراء عيد هوية الانسان (الرجل والمرأة

الإنتقال نقيض المثليّة الجنسيّة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
انتقال مريم بالنفس والجسد الى السماء، لهو عيد يضعنا في التأمل بهويتنا الجنسيّة التي ارادها الله من البدء، تلك الهوية المدعوة الى التأله والقيامة بالمسيح، فلنفرح بهويتنا، لانها هدية إلهية،  من خلالها نرى الله المحبة ونحب بها الآخر.

١- الانتقال والشخص
ان إنتقال مريم بالنفس والجسد الى السماء، هو  إنتقال الشخص بأكلمه الى فوق. نعمة سماوية اختبرتها مريم اﻷم والبتول والقديسة، حيث كشفت للكنيسة معنى عيش القداسة، من خلال انفتاح  الشخص البشري باكمله على تدخل الله الخالق في مسيرة حياته (راجع، لو ١: ٢٦- ٣٨)، مظهرا لنا  المعنى اللاهوتي والانساني للهوية الجنسية،(الرجل والمراة)  التي ارادها الله، والتي لا تتحقق  الا بالمحبة  في الحقيقة، فالوحدة والفرادة والاختلاف والتمايز والمساواة والاحترام  بين الجنسين، يجسدان لنا حقيقة الشخص المدعو الى التأله.

٢- الانتقال والهوية الجنسية
ان انتقال العذراء الى السماء ليس ذوبانا او تماهيا او اختلاطا او الغاء لهوية العذراء، بل يضعنا امام جمال الهوية الجنسية، اننا نتقدس بها وبفضلها نرى الله ونتحد به ونتأله ، فالهوية الجنسية هي نحن- ذاتنا حقيقتنا المخلوقة على صورة الله ومثاله، المدعوة الى القيامة.

٣- الإنتقال نقيض المثليّة الجنسيّة
بانتقال مريم  الى الاخدار العلوية، نجد مستقبل هويتنا ماثل دوما امام أعيننا، اي اننا مدعون لنحيا على مثال مريم التي قبلت ان تحيا الامتلاء انطلاقا من ا”لنعم”، هذه النعم، جسدت في آن طاعة مريم – المرأة لله ودعوة الشخص المختلف المدعو الى التأهل انطلاقا من هويته الجنسية.   ان الجسد والنفس اي الشخص، مشروع قداسة انطلاقا من فرادته كشخص مختلف، فهو ليس معطا اجتماعيا-  ايديولوجيا لا كما يروج له دعاة المثليّة الجنسية،  الشخص  تحفة الله الخالق،  فالكتاب المقدس يعلن بان الخلق تم بالفرادة والاختلاف والتمايز والمساواة بين الجنسين المختلفين منذ الاصل :” ذكرا وانثى خلقهم” (تك١: ٢٧)، وفي هذه الفرادة الكيانية للهوية الجنسيّة، نحن مدعون الى مسيرة الانتقال بهويتنا ذكرا كان ام وانثى الى السماء، فهناك لا إلغاء او رفض للهوية، بل  اكتمال وامتلاء وتأله بالحقيقة.

٤- الانتقال والمطهر والهوية
سندان كأشخاص لا كهويات متبعثرة، لاننا لدينا هوية جنسية محددة معروفة لا لبس فيها ولا التباس،  ونملك ذاكرة وتاريخ،  نحملهم معنا كأشخاص- هويتنا امام الله، فإما ان ندخل  السماء دون المرورو بالمطهر او اننا بدافع  رحمة الله، سنمر بالمطهر لكي نتنقى بنار الحب الإلهي، ونسأل: إذا كان المطهر معدًّا لتنقية الذات- الهوية، بهدف المصالحة معها وقبولها واعادة شفائها من جديد، فكيف بالحري للذين رفضوا هويتهم الجنسية منذ الآن ؟

٥-  دعوة العيد
يدعو العيد، كل شخص فقد  هويته الجنسية بسبب جرح نفسي او نتيجة عنف أسريّ او اهمال في التربية، الى التفكّير بحقيقة الهوية الجنسيّة التي ارادها الله منذ البدء، وان يتصالح مع ذاته و نفسه وجسده، ولكي يحقق الغاية، فليتامل بسر جسد المسيح الاله والانسان الذي عرف كشخص كامل ان يحب ويغفر للآخر ويشفيه ويحرره من عبودية الماضي الأليم، باذلا نفسه وجسده- كرجل، في سبيل الاحباء (راجع، يو ١٢: ٢٥) [الرجال والنساء]. فإنه عاش كرجل وتفاعل كرجل واحب كرجل وصلب ومات وقام كرجل (اله وإنسان) كامل.  ومن اختبرت  الالتباس في هويتها الجنسية او انها تحت الضغط الاعلامي الخادع المروّج للمثليّة، ان تشخص بنظرها نحو مريم العذراء الانثى والفتاة والام والبتول، التي عاشت انوثتها امام الجميع، وطفكانت الانثى حتى المنتهى وانتقلت الى السماء جسدا ونفسا [في هويتها الجنسية كامراة] كاملة بكل للكلمة من معنى.
فنحن نجد في هذين البعدين :  البشرى المفرحة للهوية الجنسية، التي ارادها الله منذ الازل،  اسمها” الذكوريّة والانثويّة” واللتين  تتحققان وتكتملان بسر المسيح الفادي، ان  في سر الزواج أو الحياة المكرّسة.

وما عيد انتقال العذراء الى السماء الا انه مدعاة فخر لكل شخص ذكر وانثى، وبشرى سارة للخليقة بأسرها، بان الله اراد الهوية الجنسيّة الطبيعية- الفزيولوجية والنفسيّة ضمن حقيقة الاختلاف والتمايز  والمساواة بين الجنسين : رجل وامراة، انهما  خير للمجتمع ففي حبهما المختلف جنسيا، تزدهر الحياة وتنموه وتطور، وبمعزل عن هويتنا الأصليّة،  يغرق الانسان في ثقاقة الالتباس، المثليّة الجنسية والنسوية احدى مظاهرها.

   
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير