القديس البابا يوحنا بولس الثاني ودفاعه عن الحياة

بولونيا والإتحاد الأوروبيّ

Share this Entry

 معلومات في غاية الدقة والأهمية نعرضها للمرّة الأولى من على موقعنا زينيت روما، نقدمها للقراء الكرام على ثلاث مراحل، رغبة منّا بالتعرّف على تفاصيل دقيقة لئلا تقع في النسيان، تخبرنا عن مواقف البابا القديس يوحنا بولس الثاني المتعلّقة بقضية دفاعه عن الحياة ومناهضته لجريمة الإجهاض والترويج لها. عسى أن نكشف للعالم أجمع، موقف الكنيسة الكاثوليكية الداعم  دوما لحرية الشعوب ولاسيّما المستضعفين والمهمّشين، الطفولة هي أولى القضايا المقدّسة.

 مواقف البابا القديس من بولونيا وحلم الانضمام الى الإتحاد الأوروبي[1]

  1. البابا يؤّنب بولونيا

في زيارته الرابعة الى بلده الأم بولونيا، يوم 3 حزيران 1991، خصص القديس البابا تأملاته وعظاته حول الوصايا العشر، لا سيّما وصية لا تقتل. فقد فاجأ القديس حشود المؤمنين بعظته، يعاتبهم فيها على مواقف مؤيّدة للإجهاض، قال : “إخوتي وأخواتي! عليكم أن تبدّلوا سلوككم حيال نظرتكم للطفل، تلك النظرة التي تولّدت لديكم! فحتى لو تم الحبل بطفل وأهله غير جاهزين لمثل هكذا حدث، فهذا الطفل، ليس بمتطفّل أو متعدِّ على أحد. أقول هذا، لأن هذه الأرض (بولونيا) هي أمي، أم أخواتي وإخوتي! هي لي، لهذا أسمح لنفسي التحدث  بهذه النبرة… عليكم أن تعرفوا جيداً، أن ما تعالجونه من مسائل، يتم دون بحث وتفكير! إنها تسبب ألماً في نفسي وفي نفوسكم…”  لأن  معدلات الإجهاض في هذا البلد المحرّر وصلت الى أرقام عادلة الدول المجاروة. ن فالنساء اللواتي قمن بالإجهاض عمداً في بولونيا تخطت التوقعات، حيث تبين أنه من 150 الى 2000 امرأة يجهضن يوميًّا في بولونيا، و80% منهن  كاثوليكيات يمارسن الإيمان. وهذا ما دفع بالقديس البابا الى تأنيب بلده بولونيا الذي خضع لثقافة الإتحاد الأوروبي، الرامية الى بسط ذهنية “تحديد النسل” عبر الترويج الممنهج في استعمال وسائل منع الحمل، ولاسيّما تشريع الإجهاض.

 

  1. ثمن الانضمام  الى الاتحاد الأوروبي المشترك

         وفي 7 حزيران، في مدينة الفولكاويك، مسقط رأس الكاردينال فيشنسكي، والطقس ماطر، خاطب القديس البابا الجمهور ولكن هذه المرة بنبرة عالية وصوت قويّ، متحدثاً حول مسألة رغبة انضمام بولونيا الى معسكر الإتحاد الأوروبي، فقال: “ما هو المقياس الحقيقي لانضمام بولونيا الى الإتحاد الأوروبي؟ الحرية؟ ولكن أي حرية؟ حرية إلغاء حياة الطفل قبل أن يبصر النور؟” ثم عاد وخفض صوته قائلاً: ” اعذروني على هذا الخطاب الناري، ولكن عليّ  أن أقوله لكم“.

ونختم مقالتنا بمقاطع من قصيدة كتبها البابا القديس، يدعو فيها بولونيا بألاّ تستسلم الى الأباطيل والأوهام الفارغة، لأنها الله أرادها أن تكون منارة لأوروبا، بفضل ما تملكه من إرث روحيّ وثقافيّ. يكتب البابا قائلاً:   

 ” الحرية- هي فتح مستمر،

 لا يمكن ببساطة ان نملكه، تأتي كهبة،

 تتطلب نضالاً

 كي نحافظ عليها…

أين الحدّ الفاصل بين تلك الأجيال التي دفعت القليل القليل،

 وتلك التي دفعت الكثير الكثير؟ ونحن الى أي جانب نقف؟…

كم هو ضعيف الشعب الذي يقبل الهزيمة،

وينسى دعوته لمتابعة السهر، حتى تأتي ساعته…”[2].  

 


[1] – إن المعلومات الواردة في هذه المقالة  مترجمة  بأغلبيتها من كتاب يوحنا بولس الثاني، تعود الى الصحفي الفرنسي برنارد لوكومت، الذي عمل كمراسل وصحافي سابق في عدة مجلات فرنسية Figro Magasine  و La Croix، وهو متخصص في السياسة الفاتيكانيّة والشرق،  ص، 738- 756  

[2] – البابا يوحنا بولس الثاني، ذاكرة وهوية، ص 109- 110 

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير