ZENIT

ZENIT

أولاً كانت الوحدة ليأتي بعدها الاتحاد بين الرجل والمرأة

بحسب البابا القديس يوحنا بولس الثاني

Share this Entry

نستعرض معكم اليوم من خلال هذا المقال موجزًا عن مقابلة عامة قام بها البابا يوحنا بولس الثاني في 7 تشرين الثاني 1979 حول لاهوتية الجسد من سفر الكوين الى إعادة استعراضه في الكتاب المقدس العهد الجديد.

-تعطينا الآية التي تمر في سفر التكوين “من غير الجيد أن يبقى الرجل وحده” (2: 18) تحضيرًا لخلق المرأة ومن هذا المنطلق تتحول فكرة الوحدة التي تسيطر على الإنسان الى فكرة الاتحاد بين شخصين وهذا ما تشرحه بالتحديد الآية الموجودة في سفر التكوين (2: 28) وعاد يسوع ليكررها في متى 19: 5 “لهذا السبب يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته فيصير الإثنان جسدًا واحدًا. وهذا الاتحاد الذي عاد يسوع وكلمنا عنه يظهر لنا أنه وجد منذ أن خلق الله الإنسان ذكرًا وأنثى. من المهم أن نفهم أن الإنسان منذ البدء هو ذكر وأنثى فالإنسان خلق على صورة الله “ذكرًا وأنثى خلقهما”.

-بعد أن يرد في سفر التكوين كيفية خلق المرأة على حدة علينا من هنا أن نفهم صورة الله بشكل خاص مع خصائص النص وطريقة حباكته والتفكير والتعبير عن النفس بحسب الفترة الزمنية التي يعود اليها النص. في التعمق بالفلسفة المعاصرة للدين واللغة يمكننا القول أن اللغة التي نتحدث عنها هي أسطورية، وفي هذه الحال تعني كلمة أسطورة إظهار معنى أعمق للأمور إن طريقة سرد الأمور هذه تجعلنا نشعر وكأن هناك حوار قائم بين الله والإنسان.

-حين نظر الله الى الإنسان ورأى أنه من غير الجيد أن يبقى وحيداً فقرر أن يخلق له أحدًا ليساعده نقرأ بعدها أن الله جعل الإنسان ينام نومًا عميقًا وأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً وبنى من الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها اليه. يمكننا هنا ومن خلال هذا المقطع أن نتأمل بكلمة “السبات” أي النوم العميق الذي دخل به الإنسان قبل أن يخلق الله من ضلعه امرأة، هذا السبات هو تحضير لخلق جديد، فآدم قد وقع في هذا السبات العميق ليستيقظ فيجد ذكرًا وأنثى. هنا لا مفر من أننا نفهم بأن الإنسان أراد أن يدخل في هذا السبات ليستيقظ فيجد أن هناك شخص آخر معه، ويمكننا أن نشرح ما حصل على أنه حلم تمناه الإنسان، حلم أن يكون هناك شخص آخر معه ليتخلص من الوحدة ويعرف الاتحاد وهكذا كسرت دائرة الوحدة بعد أن استفاق الإنسان ليجد أنه ذكر وهناك أنثى أيضًا.

-خلقت المرأة من ضلع الرجل وبالشكل إذًا يمكننا أن نقول أنه متشابه بالمجمل على النحو التركيبي وأول كلمة قالها الرجل للمرأة التي خلقها الله كانت: “هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي.” (تكوين 2: 23)، على الرغم من الاختلاف الجسدي (رجل وامرأة) من الواضح أنه وعندما استفاق قال أنها يجب أن تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت. عبر الرجل عن فرحه بأنه لم يعد وحيدًا وكل هذا يساعد على أن نفهم معنى الاتحاد الأولي بين الرجل والمرأة.

***

نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير