إثر تهديم دير مار اليان السرياني الأثري في القريتين بحمص، استنكر صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي هذا العمل الإجرامي والإرهابي المشين، معتبراً أنه:
“بتهديم دير مار اليان، ديرنا السرياني الأثري في القريتين بحمص، وبأسر عشرات العائلات المسيحية بعد خطف راهب الدير ورئيسه الأب جاك مراد منذ أشهرٍ ثلاثة، ألا يحق لنا أن نتساءل ونسائل إخوتنا في المرجعيات الإسلامية: من أين أتانا هؤلاء البرابرة الذين يتشدّقون باسم دينهم، لينكّلوا بالبشر والحجرعلى مرأى من الجماهير المرعوبة، وعلى علم، بل تواطؤ من دولٍ إقليميةٍ، بالمشاركة مع قوى دولية، سيّما الغربية منها، في التخطيط لاستعمارٍ جديدٍ يؤمّن احتلال فلسطين إلى ما شاء الزمن، ويعيد شعوب الشرق الأوسط إلى ما قبل التاريخ!!”.
وتساءل البطريرك يونان: “مَن هي الحاضنة التي فرّخت هؤلاء الإرهابيين التكفيريين، الذين يقتلون كالكلاب المسعورة من خالفهم المعتقَد، وينكّلون بالمواطنين الآمنين الذين آمنوا بإله الحق والمحبّة وساهموا في نشر الكلمة وحضارة شرقنا؟ وكيف تنادى هؤلاء المجرمون من كلّ حدبٍ وصوبٍ، ليفتكوا بمواطنين أبرياء على اختلاف طوائفهم، ذَنبُهم الوحيد أنهم أصرّوا أن يبقوا مخلصين لوطنهم وأرضهم، وبينهم العالِم الذي ذاع صيته، كالدكتور خالد الأسعد في تدمر؟ أليس عاراً على من يدّعي مكارم الأخلاق أن يلزم الصمت أويكتفي بالإستهجان، وأعداد كبيرة من النساء والأطفال يُعتدى عليهم ويُسبون عبيداً؟ وكيف لا تحرّك وسائل الإعلام ضمائر الذين يدّعون الحقّ بفرض العقوبات على مَن يتجرّأ ويريد الإحتكام إلى صوت شعبه، والعالم يتفرّج أو يتسلّى بنقل جرائم التكفيريين يومياً في سوريا والعراق ومصر، وقد تجاوزت نسبتها أضعاف ما يُرتكب من جرائم في العالم بأسره!”.
وختم البطريرك يونان بتوجيه نداءٍ من القلب إلى أبنائه في القريتين: “ولكم يا أبناءنا المحاصَرين في القريتين نقول: تمسّكوا بالرجاء ثابتاً بالرب، ونحن جميعاً نصلّي من أجلكم، كما صلّى الرب لأجل تلاميذه “كي لا يفنى إيمانكم”، فتنتهي محنتكم بأسرع وقت”.
أمانة سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية
دير سيّدة النجاة البطريركي ـ الشرفة، درعون ـ حريصا، لبنان