تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وأطلق نداء من أجل السلام في أوكرانيا قائلا إنه يتابع بقلق بالغ الصراع الدائر في أوكرانيا الشرقية الذي زادت حدته في الأسابيع الماضية. وطالب البابا بأن تُحترم الالتزامات من أجل التوصل إلى تحقيق السلام بمساعدة المنظمات والأشخاص ذوي الإرادة الصالحة والاستجابة لحالة الطوارئ الإنسانية في البلاد، سائلا الرب أن يمنح السلام للأرض الأوكرانية الحبيبة التي تستعد للاحتفال غدا بعيدها الوطني.
في كلمته إلى المؤمنين والحجاج توقف البابا عند إنجيل هذا الأحد كما رواه القديس يوحنا ويقول فيه يسوع إنه الخبز النازل من السماء والذي سيقدم جسده ودمه في إشارة واضحة إلى التضحية بحياته. ولفت البابا فرنسيس إلى أن كلمات يسوع هذه خيبت آمال الناس الذين اعتبروا أنها عبارات لا تليق بالمسيح لأنها لا تعكس الظفر. فقد أخطأ هؤلاء في فهمهم لرسالة المسيح، وحتى تلامذة يسوع أنفسهم لم يتمكنوا من قبول تلك الأقوال ولم يستطيعوا أن يفهموا كلماته.
وأكد البابا فرنسيس أن ما قاله يسوع تعارض مع ذهنية الناس، لكن كلماته قدمت وسيلة لتخطي الصعوبات. فقد أشار إلى مصدره الإلهي أي إلى أنه نزل من السماء وإلى السماء سيصعد مجددا، كما يمكن أن تُفهم كلماته فقط من خلال عمل الروح القدس، أي “واهب الحياة”. أما السبب الحقيقي الكامن وراء عدم فهم كلمات يسوع فهو انعدام الإيمان، إذ قال يسوع إن من بين تلاميذه أشخاصا لا يؤمنون.
وعلى الرغم من كل ذلك ـ تابع البابا قائلا ـ لم يتراجع يسوع عن كلماته ولم يحاول أن يخفف من وقعها، بل عل العكس، طلب من أتباعه أن يتخذوا قرارا محددا: البقاء معه أو الانفصال عنه، فسأل الاثني عشر ما إذا كانوا يريدون أن يرحلوا هم أيضا. عندها تكلم بطرس نيابة عن باقي الرسل فقال ليسوع “إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك”.
وأكد البابا أننا نفهم من كلمات بطرس أن الأمانة لله هي مسألة أمانة لشخص واحد، وهذا الشخص هو يسوع لأننا نحتاج إلى يسوع، نحتاج لأن نبقى معه، لنتغذى من مائدته، نحتاج إلى كلماته التي تعطي الحياة الأبدية. لذا لا بد من إقامة علاقة إيمان ومحبة معه محافظين على حريتنا التامة في الوقت نفسه ومتابعين مسيرتنا منفتحين على تحديات زماننا. وفي الختام حث البابا المؤمنين على التعرف على يسوع بشكل أفضل وقراءة الإنجيل يوميا وفي كل مكان، لأن بقاءنا مع يسوع ينّمي لدينا الرغبة في المكوث معه. وطلب من الجميع أن يطرحوا السؤال التالي في قلبهم “من هو يسوع بالنسبة لي؟”.