Rio de Janeiro

WIKIMEDIA COMMONS

وجود الإنسان وما يميزه عن باقي المخلوقات

من وجهة نظر البابا يوحنا بولس الثاني

Share this Entry

إن أردنا أن نتكلم اليوم عن معنى الوحدة التي عاشها الإنسان في بداية سفر التكوين علينا أن نعلق على كيفية خلق الإنسان في العالم المرئي كمخلوق بين أجسام مختلفة. إن تعمقنا في النص البيبلي يمكننا أن نقول ومن وجهة نظر الأنتروبولوجيا أن الوعي الذي يحمله الجسد يمكن التعرف اليه في هذه الحالة مع اكتشاف التعقيد الموجود في هيكلية كل شخص، وعلى أساس الأنتروبولوجيا الفلسفية هذا الإكتشاف بالمختصر يكمن في العلاقة بين الجسد والروح، فنقرأ في سفر التكوين: ” وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.” (تكوين 2:7) هذا الإنسان بالتحديد يميز نفسه عن كل المخلوقات الباقية المتواجدة على هذه الأرض. إن الفرضية التي تميز هذا الإنسان هو أنه الوحيد القادر على العمل بالأرض (تكوين 2: 5)، ونظرية الفوقية هذه الموجودة في معنى الإنسانية ولدت من أساس خلق الإنسان منذ البداية على أساس تطبيق عملي وسلوك معروف. إن الوصف الأصلي الذي يعطيه النص في سفر التكوين للوعي البشري يضم الجسم ككل.

الإنسان هو الموضوع الأساسي ليس فقط بسبب وعيه الذاتي وتقرير مصيره بل على أساس جسده أيضاً، فتركيبة جسده تسمح له أن يكون المسؤول عن النشاط الإنساني الحقيقي. في هذا النشاط يعبر الجسم عن الشخص، فالله خلق الإنسان من عدم فهو تقريباً شفاف وما أصبح يميزه عن الآخرين هو الوعي الذاتي الذي يمتلكه والقدرة على تقرير المصير. من هنا نطرح مسألة معنى الجسد الذي يمتلكه الإنسان بدءًا من الوحدة الأساسية له.

مع هذا الفهم الأساسي لجسد الإنسان يوضع الإنسان أمام شجرة المعرفة: “وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: “مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ.” (تكوين 2: 16-17). يستند المعنى الأساسي لوحدة الإنسان على تجربة الوجود التي أعطاه إياها الخالق وهذا الوجود البشري يتميز بالذاتية التي تشمل أيضًا معنى الجسد. ولكن هل يستطيع الإنسان الذي عرف بوعيه تجربة الوجود أن بفهم معنى الموت؟ كلمة الموت لاحت في عقل الإنسان من دون أن يفهم معناها ما إن حذره الله ألا يأكل من شجرة المعرفة. حين سمع الإنسان كلام الله كان يجب أن يفهم أن جذور شجرة المعرفة لا ترتكز فقط في جنة عدن بل ترتبط بوجوده ككل أي بالإنسانية.

في الختام نستنتج أن الإنسان وعلى ضوء ما أتى في سفر التكوين عليه أن يكون واعيًا لمعنى كلمة وجوده هذه الحقيقة التي تهمه والتي تواجدت في الأساس في سفر التكوين.

***

نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود-وكالة زينيت العالمية

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير