Saint Monica

Robert Cheaib - flickr.com/theologhia

ابن الدموع

عيد القديس أغسطينوس

Share this Entry

هنا يرقد ابن الدموع.
هنا ترتاح عظام القديس و معلم الكنيسة أغسطينوس.
في بافيا الإيطالية، ترتفع هذه البازيليكا مختزنة تاريخاً طويلاً موثّقاً من العام 604م. ولكن ما نراه اليوم، هو المبنى الذي تم ترميمه في القرن الثاني عشر، وقد أتى على ذكره كثيرون من دانتي و بوكاتشيو و غيرهم….
طراز البازيليكا كلاسيكي، كما شاءه المسيحيون الأولون، بسيط من قرميد و سقف خشبي في الخارج، و غني برخام و بطلاء ذهبي اللون في الداخل. يشبه ما يجب أن يكونه المسيحي :”بساطة من الخارج و غنىً في الداخل”.

ويرتفع في قلب الكنيسة، فوق القبو حيث رفات القديس أغسطينوس، تحفة رخامية للنحات لومبارد من القرن الرابع عشر. و هي مزينة ب95 تمثال تجسد بشكل متقن مشاهد من حياة القديس، وتشمل: إرتداده، معموديته، والمعجزات بعد وفاته، ونقل جسمانه إلى بافيا. 
عانت هذه الكنيسة الكثير في زمن قمع نابوليون للجماعات الدينية في شمالي إيطاليا(1799) ووقعت أسيرة الكثير من الخراب و النسيان الى أن أعادت إليها أعمال الترميم في ال 1901، رونقها و جمالها. وقد زارها البابا بنديكتوس السادس عشر حاجاً في 27 نيسان 2007.

في روعة هذه الكنيسة صدى يردد قصة نفس تائبة حتى القداسة . في سنين ضياعها ،كانت نفس أغسطينوس تلح عليه بلهفة للمعرفة السرمدية.. الى أن وجد المفتاح لفهم الجمال والعمق الفلسفي في المسيح… فلم تذهب سدىً دموع أمه القديسة مونيكا. و بالرغم من أن أغسطينوس تحوّل ليصير أسقف ومن سيعُرف لاحقاً ب ” فيلسوف الكنيسة اللاتينية وأبو الأدب اللاتيني المسيحي” ، إلا أنه عاش بقلب تلميذ؛ وقد طلب أن تُكتب أمام فراشه مزامير التوبة بأحرف كبيرة، وتُلصق على الحائط؛ لكي يراها ويصليها كل أيام حياته التي إنتهت على الأرض في ۲٨ آب سنة ٤۳٠ لينعم بلقاء “الوجه للوجه” بمن فيه وحده يرتاح القلب!!

 

 

 

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير