سنة 2009، بدأ خرام نافيد المسيحي (33 سنة) وسوبيا ابنة محمد رياز (25 سنة) بالتعليم في مدرسة ابتدائية في “جميل بارك” في فيصل آباد الباكستانية. وبما أنّ المدرسة كانت مسيحية، كان يمكن للطلاب وللأساتذة الانضمام إلى صفوف التعليم الديني. فتسجّلت سوبيا في الصفّ ووجدت نفسها منجذبة إلى المسيح وتعاليم الإنجيل! وبحسب مقال ستيفن مسيح الذي نشره موقع asianews.it الإلكتروني، قرّرت سوبيا اعتناق المسيحية وطلبت من أستاذ زميل (أي خرام نافيد) المساعدة، بهدف التعمّق أكثر بالمسيحية، فخاطب بدوره كاهناً، وعمّدها الأخير عندما بلغت سنّ الـ21، فاتّخذت اسم مريم.
بعدها، رغبت مريم بالزواج بخرام، فهربا للزواج في 20 نيسان 2010. لكن بعد زواجهما، لم يعودا يستطيعان العيش في المكان نفسه، فانتقلا إلى ضواحي فيصل آباد وعاشا بهدوء لثلاث سنوات، إلى أن اكتشف أهل مريم عنوانهما في نيسان 2015. فما كان منهم إلّا أن حرّضوا جيرانهم المسلمين، قائلين إنّ مريم مسلمة، وقد اختطفها خرام نافيد وأجبرها على اعتناق المسيحية. فبقي الجيران يتحدّون ديانة الثنائي إلى أن أجبرهما إمام على الارتداد إلى الإسلام وإلّا… تحمّل العواقب. فاضطرّ الثنائي مجدداً إلى الهرب إلى مكان آخر، ومجدداً أيضاً وجدهما أهل مريم، فكان الهرب مرّة بعد لعدم شعورهما بالأمان. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ المدرسة التي كانا يعلّمان فيها تمّ إقفالها بعد اعتناق مريم المسيحية، ممّا اضطرّ صاحبها إلى بيع المبنى بنصف قيمته!
حالياً، خرام ومريم وابنتاهما رامية (4 سنوات) وإيمان (سنتين) يختبئون في مكان سرّي، لكنّهم يعانون الأمرّين. فمريم ما زالت لم تحصل على أوراقها الثبوتية كمسيحية، إذ أنها تتعرّض للتهديد من المكاتب الحكومية بسبب اعتناقها المسيحية، مع أنّ الحصول على الأوراق أمر بغاية الأهمية لتسجيل الفتاتين في المدرسة.
من ناحيته، يعبّر خرام عن مدى صعوبة الوضع في ظلّ التهديدات والهرب المتواصل المترافق مع تغيير الوظيفة في كلّ مكان جديد. ومع طلبهما المساعدة من الرب، تقول مريم: “آمل حقاً أن يتمكّن أحدهم من مساعدتنا. وعلى الرغم من المشاكل، يبقى إيماننا ثابتاً”.