تم عرض شرائط فيديو مصورة من فترة ليست ببعيدة حول موضوع الإجهاض في الولايات المتحدة تحت غلاف “تنظيم الأسرة”، في تابع لمظاهرات نظمت بهذا الصدد في البلاد وشاركت فيها الكثير من النساء. تظهر مقاطع الفيديو كيف تستفيد بعض المؤسسات الداعمة للوضع من خلال بيع أعضاء الأجنة التي تتعرض للإجهاض مقابل أموال ضخمة. من بين الفيديوهات صدر واحد يحوي مقابلة مع شخص كان يعمل في عيادة يصلها أعضاء من أجنة أجهضت بسبب التنظيم الأسري، الى جانب ذلك كشف الفيديو حوارا مع أشخاص يجهضون طفلهم ويسألون على أي مبلغ سيحصلون مقابل بيعه! أما وبرد منهم على الفيديو قال المدافعون عن موضوع تنظيم الأسرة أنهم لا يجنون أرباحا غير شرعية من الموضوع بل كل شيء قانوني حتى أنهم يحصلون على الإذن من الأم. من ناحية أولى يمنع القانون الفدرالي بيع الأنسجة البشرية ويحظر الموضوع ولكن من ناحية ثانية يسمح بالتبرع بها من أجل أهداف سامية كالزرع…
كثيرات هن من خدعن بالموضوع لأن الهدف الأساسي ليس مساعدتهن بل جنى المال فيشجهن الأطباء على الإجهاض ليحققوا أموالا. كان في مرحلة سابقة يعتقد أن تنظيم الأسرة هو لمساعدة النساء ولكن وبعد أن التجأت العديدات للموضوع تبين أنه فقط لجني الأموال. هذا الموضوع لا يسمى بحرية الإختيار بل بتعرض النساء للتضليل.
هذا وقد قالت إحدى المشاركات في مظاهرة ضد الإجهاض أن الأطفال الذين لم يبصروا النور بعد لهم الحق بالحياة هم لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم لكي لا “يذبحوا” يوميّا بآلاف الأعداد، وهنا يجب على الناس أن يرفضوا هذا الموضوع وأن ينادوا بحقوقهم لكي لا يخدعوا ولكي تتم حماية حرياتهم.
من هنا وفي هذا الإطار نشر على الإنترنت مقطع فيديو يظهر فتاة واسمها جيانا جسن، نجت من عيادات الإجهاض حين كانت لا تزال في رحم أمها فبالرغم من محاولة الطبيب “لقتلها” عبر حقن الرحم بمنتج مملح من شأنه أن يقضي على الجنين نجت المولودة وها هي الناشطة الأميريكة تخبر شهادة حياتها وتعزو بنجاتها الى الله وحده لأنه أرادها حية. اليكم أبرز ما جاء على لسانها:
تخبر جيانا أنها فتاة عرضت للتبني حين كان والداها في عمر ال17 سنة، كانت أمها في منتصف الشهر السابع من الحمل حين زارت عيادة للتنظيم الأسري كما تسمى، من أجل أن تخضع للإجهاض وهذه العيادة هي من أكبر العيادات في العالم ونصحوها هناك بأن تخضع للإجهاض عبر حقنة مملحة من شأنها أن تقضي على الجنين خلال 24 ساعة إلا أنها لم تمت بل ولدت حية. وما يجعل الأمر عرضة للسخرية هو أن الطبيب الذي أراد إجهاضها اضطر لأن يوقع وثيقة ولادتها وعلى الوثيقة كتب أنها ولدت بعد محاولة اجهاض فاشلة، وهي تعرفت الى اسمه وبحثت عنه وعلمت أنه يتقاضى الملايين من الإجهاض وفي مقابلة له كانت قد قرأتها قال الطبيب أنه قام تقريبا بمليون عملية إجهاض ويعتبر الأمر شغفه. ولدت جيانا بعد 18 ساعة من الحقنة وكان يجب أن تولد بعاهات جسدية إلا أنها ولدت سليمة.
حرب بين الموت والحياة
تتابع جيانا مخبرة أننا اليوم في حرب بين الموت والحياة فأين نحن منها؟ قالت جيانا أن الجميع كرهها حينها وهي تأمل أن تكون مكروهة فحين ستقف أمام الله ستعلم ما شعور أن تكون مكروها لأن الجميع كره يسوع المسيح وهي مكروهة لأنها تنادي بالحياة فلم يستطع أحد قتلها قبل أن تولد. تضيف الفتاة وتقول أن الناس أصبحوا قساة القلوب لقد وضعوا أحاسيسهم جانباً، فكم من شخص اليوم مستعد أن يكرهه الناس كي يجاهر بالحقيقة؟
كرهني الجميع إلا أن الله أحبني
تؤكد جيانا أن الجميع كرهها من لحظة تكونها وهناك من أحبها بالطبع إلا أن الله كان أكثر من يحبها لأنها ابنته “ولا أحد يعبث مع ابنة الله” وتضيف مازحة: “مكتوب على جبيني لا تعبثوا معي لأن أبي يحكم العالم!” شكت جيانا من شلل دماغي بسبب نقص كمية الأوكسيجين التي وصلت الى دماغها حين ناضلت للبقاء على قيد الحياة وحين تم تبنيها قال الجميع أنها لن تفلح بالقيام بأي شيء إلا أنها مشت على عمر الثلاث سنوات!
إن كان الإجهاض حقا من حقوق النساء فما هي حقوقي؟
لم يصرخ أحد لحقوقها (أي لحقوق الجنين) وأكدت بأنها لو لم تعاني من هذا الشلل لما ولدت وهي ضد أي شخص يقرر إجهاض طفل ما بسبب عاهة جسدية تطاله، فبنظرها هناك أشياء لا نستطيع أن نتعلمها إلا من الأقل ضعفاً منا وحين نقتل هذا الجنين نكون نحن من نخسر لأن الله سيعتني بذلك الطفل أما نحن فسنعاني الى الأبد. بأي حق، تتساءل، يحكم القوي الضعيف ويقرر من يعيش أو يموت ألا يفهم الإنسان أنه لا يستطيع أن يجعل قلبه ينبض حتى؟ لا تتأفف جيانا أبدا من ألمها لأن الله كما تقول لديه القدرة على جعل الأشياء الأكثر تعاسة أشياء رائعة.
أخيرا توجهت برسالة الى الرجال تقول فيها أنهم خلقوا ليكونوا عظماء ويدافعوا عن النساء والاطفال لا أن يتجاهلوا الوضع حين يعلمون بأن “جريمة” سترتكب بحق طفل. أما للنساء فقالت لا تدعوا أحد يستغلكن أو يستهين بكن…