في مقابلة له مع مجلة أسبوعية كاثوليكية نشرتها إذاعة الفاتيكان قال البابا فرنسيس أنه يأمل بأن يمكّن يوبيل الرحمة الناس من أن يكتشفوا بدائل للفظائع والقسوة والاستغلال في عالمنا اليوم. الى جانب ذلك تحدث البابا عن اكتشافه لرحمة الله في حياته ودعا الى ثورة رقة لتشجيع العلاقات بين الأفراد والأمم.
***
موضوع الرحمة كان مركز التركيز في حياة الكنيسة ككل منذ أيام البابا بولس السادس واليوم شعر فرنسيس أن الرب يريد أن يظهر رحمته لخليقته وهو من هنا أراد أن يجدد هذا التقليد الذي لطالما وجد، وأقر البابا خلال المقابلة أنه كرس أول تبشير ملائكي له وأول عظة له لموضوع الرحمة على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني الذي أسس أحد الرحمة الإلهية.
شرح البابا أننا اعتدنا على أخبار العنف والقسوة ولكن العالم بحاجة لأن يعلم بأن الله هو الآب وأن الرحمة موجودة والقسوة ليست الحل للتقدم. حتى الكنيسة تقع أحياناً في تجربة اتباع الطريق الصعب ولكن كم شخص منا لا يقع أيضاً؟ مشيراً مرة أخرى الى الكنيسة كمستشفى ميداني ملزم بتضميد جراحات المصابين يقول البابا أن هذه السنة هي سنة الغفران والمسامحة. نحن كلنا خطأة نرزح تحت ثقل خطيئتنا ويسوع أراد أن يفتح باب قلبه الذي من خلاله أراد الآب أن يرينا رحمته فأرسل لنا روحه…من جهة، كما يقول الأب الأقدس، نحن نرى إنتاج وتهريب الأسلحة الفتاكة، وقتل الأبرياء في أقسى الطرق واستغلال الأطفال – كل هذا هو “تدنيس المقدسات ضد الإنسانية”، المخلوق على صورة الله الآب ، الذي يقول: “وقف وتأتي لي”.
عن مكان الرحمة في حياته قال البابا أنه رجل خاطئ وهو يقر بذلك ولكن الله نظر اليه برحمة وقد غفر له وكشف البابا أنه يعترف مرة كل 15 الى 20 يوماً لأنه بحاجة الى أن يشعر برحمة الله على الأخطاء والخطايا التي يقوم بها وهنا يتحدث عن أول تجربة له في الاعتراف عندما كان في ال17 من عمره في بوينس أيريس حينها خرج عاملاً أنه مدعو للحياة المكرسة. شدد البابا على أننا إن انفتحنا على رقة الله سنعلم كيف نتعامل مع الناس على ما هم عليه وليس كأنهم أشياء.
يخبر البابا عن الكاهن الذي رافقه في السنة الأولى وكان مصاباً بسرطان الدم وعندما توفي بكاه بكاء مراً في الدفن وشعر بأنه ضائع وكأنه خاف من أن الله قد تركه وهن لمس رحمة الله، وكأن الله أشفق عليه واختاره.
شدد البابا أن الله حنون علينا كحنان الأم على طفلها الرضيع وهو لن يتخلى عن أولاده وأمومة الله نستطيع أن نتحدث عنها في هذا السياق ولكن لا يفهمها الجميع لذلك نتحدف عن الرقة، كعطف الأم ورقتها فالله في الوقت عينه أب وأم. إن اكتشافنا لله الرحوم المحب، بحسب البابا يجعلنا أكثر تسامحاً وصبراً. هنا عاد ليذكر أننا يجب أن نحصد ثورة رقة من يوبيل الرحمة هذا تجاه كل واحد منا وكل شخص منا يجب أن يردد: “أنا بائس ولكن الله يحبني لذلك عليّ أن أحب الآخر بالطريقة عينها.”
أما عن تعاطيه مع المرضى وكبار السن يقول البابا أنه يحنو عليهم كما تحنو المرأة على طفلها الرضيع، وخلال يوبيل الرحمة سيقترح البابا كل شهر فعلاً جديداً لتسليط الضوء على رحمة الله في حياتنا.وختم بالقول أنه في كل آخر يوم جمعة من كل شهر سيقوم بفعل مختلف من أجل هذا الأمر.