أطل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الثلاثاء من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي بمناسبة عيد سيدة الحبل بلا دنس. وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: يدفعنا عيد اليوم للتأمّل بالعذراء التي، ولأجل إنعام فريد، حُفظت من الخطيئة الأصليّة منذ الحبل بها. وبالرغم من أنها عاشت في العالم المطبوع بالخطيئة لكن الخطيئة لم تمسّها: إنها أختنا في الألم ولكن ليس في الخطيئة. إن الحبل بلا دنس يعني أن مريم هي الأولى التي خلّصتها رحمة الآب اللامتناهية كباكورة للخلاص الذي يريد الله أن يمنحه بالمسيح لكل رجل وامرأة. لذلك أصبحت العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة الأيقونة الأسمى للرحمة الإلهيّة التي انتصرت على الخطيئة. ونحن اليوم نريد في بداية يوبيل الرحمة أن ننظر إلى هذه الأيقونة بمحبة واثقة ونتأمّل بها ببهائها الكامل ونتشبّه بإيمانها.
تابع الأب الأقدس يقول إن الاحتفال بهذا العيد يتطلّب منا أمرين: الأوّل أن نقبل الله ونعمته الرحيمة بشكل كامل في حياتنا والثاني أن نصبح بدورنا صانعي رحمة من خلال مسيرة إنجيليّة. يصبح هكذا عيد سيدة الحبل بلا دنس عيدنا جميعًا إن تمكنا من خلال الـ “نعم” اليوميّة أن نتغلّب على أنانيّتنا ونجعل حياة إخوتنا أكثر بهجة، فنمنحهم الرجاء ونمسح بعضًا من دموعهم ونعطيهم القليل من الفرح. على مثال مريم، نحن مدعوون لنصبح حاملين للمسيح وشهودًا لمحبّته.
أضاف الحبر الأعظم يقول إن عيد اليوم يحمل لنا رسالة خاصة: يذكرنا بأن كلّ شيء في حياتنا هو عطيّة ورحمة. لتساعدنا العذراء القديسة هي باكورة المخلّصين، مثال الكنيسة، العروس المقدّسة البريئة من الخطيئة والمحبوبة من الرب لنكتشف مجدّدًا الرحمة الإلهيّة كميزة وعلامة للمسيحي. إنها الكلمة التي تلخّص الإنجيل وهي السمة الأساسيّة في وجه المسيح ذلك الوجه الذي نعترف به في مختلف جوانب حياته: عندما يذهب للقاء الجميع، عندما يشفي المرضى وعندما يجلس إلى المائدة مع الخطأة وبشكل خاص عندما سُمِّر على الصليب وغفر، هناك نرى وجه الرحمة الإلهيّة.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لا نخافنَّ إذًا ولنسمح لله الذي ينتظرنا ويغفر كلّ شيء أن يعانقنا برحمته، لأنه ما من شيء أعذب من رحمته، لنسمح لله بأن يلمسنا بحنانه، فالرب صالح ويغفر كلّ شيء. وبعد الصلاة حيا الأب الأقدس المؤمنين وقال: عصر اليوم، سأذهب إلى ساحة إسبانيا في روما للصلاة عند أقدام تمثال العذراء سلطانة الحبل بلا دنس. أسألكم أن تتحدوا معي في هذا الحج الذي يشكل فعل عبادة بنويّة لمريم أم الرحمة التي إليها أكل الكنيسة والبشريّة بأسرها ومدينة روما بشكل خاص.