هل سمعت يومًا بزيارة الكنائس السبع في روما؟ يعود هذا التقليد إلى القديس فيليبس نيري في القرن السادس عشر الذي كرّس حياته للحجاج وهو يتطلّب زيارة كنائس كبيرة معيّنة مثل كاتدرائية القديس بطرس والقديس يوحنا اللاتران، وكاتدرائية القديس بولس، كاتدرائية القديس سيباستانيو والصليب المقدّس، القديس لورنزو خارج السور وكاتدرائية مريم الكبرى ومزار أم الرحمة الإلهية.
لمَ روما بالذات؟ لطالما اعتُبرت روما مركز الحجاج ومنبعه ففيها نجد مقرّ بابا الكنيسة الكاثوليكية والكوريا الرومانية بالإضافة إلى العديد من المواقع والذخائر التي تعود إلى الرسل والقديسين والشهداء المسيحيين. وتحديدًا، في خلال السنوات اليوبيلية، تُمنَح الغفرانات والنعم لكل من يزور كنائس معيّنة وفي روما تمّ تخصيص هذه الكنائس التي ذكرناها آنفًا.
وكان قد التقى عام 2012 نحو مائة شاب وشابة من جميع أنحاء العالم في حج دام نحو 12 ساعة زاروا مشيًا على الأقدام كل الكاتدرائيات الكبرى في روما. وقام العديد منهم بمداخلات أخبروا عن تأثّرهم بهذا الحدث نذكر منهم من قال: “نرى الشباب يدخلون في كل كاتدرائية في جو من الرحمة والنعمة يسيرون على خطى القديسين. لقد أتينا من بلدان مختلفة وجئنا إلى هنا لنختبر بشكل مميّز عظمة الكنيسة فحين نصلّي معًا نشعر بأنّ وحدتنا هي أهم من اختلافنا”.
وقال شخص آخر: “شعرت بحضور القديسين معنا داخل الكنائس. حصلنا على منفعة روحية عند مشاركتنا في هذا الحج” مضيفًا بأنّ هذه الرحلة هي درس إيمان كبير نتلقّاه من كل كنيسة نزورها. وأما الكاهن الذي كان يرافق تلك الجماعات يومئذٍ فقال بإنّ فكرة الحج تملك معانٍ قويّة إذ الجهد الذي يُبذَل لزيارة الكنائس وهذا ما يحفّز الرغبة على اكتشاف هذه الحقائق.
وتابع بأنّ فكرة الحج هي مهمة جدًا بكونها تدفع الشباب إلى الانعزال عن الحياة اليومية من خلال الانفتاح إلى اختبار جمال الحج مستلهمين المثال الجيد من القديسين والشهداء الذين سبقونا”.
