مع بداية سنة الرحمة التي افتتحها البابا فرنسيس يوم الثلاثاء نشرت وكالة “آسيا نيوز” مقالا سلطت فيه الضوء بحسب ما أوردته إذاعة الفاتيكان على رسالة رعوية للنائب الرسولي للاتين في حلب المطران جورج أبو خازن كتبها خصيصا لهذه المناسبة. أكد رئيس الأساقفة أن الرحمة وحدها قادرة على إنقاذ سوريا، هذا البلد الذي يعيش منذ سنوات حربا أودت بحياة مئات آلاف من الضحايا وتسببت بتهجير ملايين الأشخاص. الى جانب ذلك أفادت الإذاعة الى أنه هناك رغبة عارمة لدى الجميع بأن يوضع حد للقتال والأعمال العدائية كي تبصر النور أمة جديدة تنهض من تحت الأنقاض، وقد لفت رئيس الأساقفة إلى أن “الكل يتمنى اليوم أن يُعطى وجه جديد للأمة السورية المعذبة، يكون وجه سلام، حيث يطغى التعاضد والغفران والمصالحة والمحبة.”
بالإضافة الى ذلك جاء في الرسالة الرعوية بأنه دعا جميع المؤمنين إلى عيش المحبة حيال الجميع بدون أي تمييز، كما شجع الكل، خلال احتفالات العام الماضي على التحلي بروح المغفرة والمصالحة لأن هذه هي الدرب الوحيدة التي تؤدي إلى السلام. وخلال هذا العام أضاف قائلاً “تدعونا الكنيسة الكاثوليكية إلى عيش الرحمة لأن الرحمة هي أساس لكل شيء، إذ إن المحبة والغفران لا يكتملان بدون الرحمة. هذا ثم لفت أبو خازن إلى أن الرحمة هي أيضا جوهر الدين”.
بعدها أشار النائب الرسولي في حلب ودائماً وفق إذاعة الفاتيكان إلى أن رحمة الله هي مصدر حياة جديدة، كما أن الرحمة المعاشة مع الآخرين تتحوّل إلى عنصر للتغيير وتسمح لهم بأن يولدوا من جديد. فيما يتعلق بالأوضاع التي تعيشها سوريا حاليا، كتب أن السوريين عانوا الكثير بسبب تبعات العنف وغياب الرحمة لدى مختلف الأطراف المورطة في الصراع السوري، لافتا إلى وجود أشخاص يقولون إنهم يتصرفون باسم الله، لكن إلههم ليس رحمانا رحيما وختم رسالته مؤكدا أن المراحل الأولى من ولادة الأمة السورية الجديدة قد تكون هشة، لكن البلاد ستتقوى مع مرور الزمن إذا ما ساهم الجميع في الإعمار لا في الدمار، وفي التعاون المتبادل لا في ممارسة العنف تجاه الآخرين.