أحيت الكنائس الكاثوليكية في المملكة، صباح اليوم الجمعة، يوم الحج الوطني والمسيحي إلى موقع معمودية السيد المسيح، المغطس، على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وذلك بقداس حاشد ترأسه غبطة البطريرك فؤاد الطوال، رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، وبطريرك اللاتين في القدس، بمشاركة المطران مارون لحام والمطران ياسر عياش و لفيف من ممثلي الكنائس الكاثوليكية، وعدد من الرسميين تقدمهم وزير السياحة والآثار معالي نايف حميد الفايز ومدير موقع المغطس المهندس ضياء المدني .
ووجّه البطريرك الطوال دعوة إلى المسيحيين من مختلف أنحاء العالم لزيارة موقع المعمودية والتبرك بمياهه وترابه. وقال “تعالوا إلى الأردن فهو أرض مقدّسة، لا تتركوه بدون زيارة، وبدون التبرك بمياهه وترابه، فهو غنيّ بالمواقع الدينية والأثرية. أهلاً بكم زواراً، وسياحاً، وحجاجاً”. ومن جوار نهر الأردن المقدس وجّه بطريرك القدس نداءً من أجل السلام في المنطقة العربية، وبالأخص في فلسطين والعراق وسوريا وسائر البلدان.
كما رفع غبطة البطريرك الشكر لله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار في الأردن، وحيا جميع الجهود المبذولة من قبل المؤسسات والمديريات في الوطن لكي يبقى الأردن واحة للاستقرار وأنموذجاً متميزاً في العيش المشترك بين أبنائه، رافعاً الصلاة إلى العلي القدير لكي يمدّ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بمزيد من الصحة والحكمة لقيادة السفينة الأردنية دائماً إلى برّ الأمان والطمأنينة.
وكان موكب الحج قد انطلق من جوار المركز الروسي للحجاج، متقدماً بالفرق الكشفية والشبيبة وفرق الترتيل إلى كنيسة معمودية السيد المسيح التي وضع حجر أساسها جلالة الملك عبدالله الثاني والبابا بندكتس السادس عشر في زيارة عام 2009. ورش البطريرك جموع المؤمنين بمياه نهر الأردن المباركة، معلناً بدء الحج السنوي لهذا الموقع التاريخي الهام.
وقبيل القداس، عقد البطريرك الطوال ومعالي نايف الفايز مؤتمراً صحفياً أشاد فيه غبطته بالجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة الملكية للمغطس برئاسة سموّ الأمير غازي بن محمّد، ومدير الموقع المهندس ضياء المدني، وهيئة تنشيط السياحة ومديرها د. عبدالرزاق عربيات، وكذلك وزارة السياحة والآثار، مشيراً إلى أن مشاركة الفايز في قداس عيد الميلاد في بيت لحم لهذا العام، ممثلاً لجلالة الملك عبدالله الثاني، هو برهان إضافي لما توليه الحكومة من اهتمام وحماية للأماكن المقدسة في فلسطين والأردن.
من جانبه، قال المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب رفعت بدر، إلى أن احتفال هذا العام يأتي للسنة السادسة عشرة عشر على بدء الحج إلى موقع المعمودية، في العصر الحديث، حيث ابتدأ في عام اليوبيل الكبير 2000. كما يأتي لأول مرة إعلان اليونسكو عن موقع المعمودية ضمن لائحة التراث العالمي.