استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في الفاتيكان وفدا مسكونيا من الكنيسة اللوثرية في فنلندا لمناسبة عيد القديس هنريك. وجه البابا لضيوفه كلمة استلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان لمناسبة حجهم السنوي إلى روما في عيد هذا القديس. وأكد البابا أن زيارة الحج المسكونية هذه تشكل علامة بليغة على اكتشاف اللوثيران والأرثوذكس والكاثوليك ما يجمع بينهم فضلا عن رغبتهم المشتركة في الشهادة ليسوع المسيح الذي هو أساس الوحدة. بعدها أشار البابا إلى النتائج التي تحققت على صعيد الحوار بين اللوثيران والكاثوليك في الفترة الأخيرة، مذكرا بنوع خاص بالوثيقة المشتركة بعنوان “التبرير في حياة الكنيسة”. واعتبر أن الحوار بين الطرفين يستمر بشكل واعد من أجل التوصل إلى تأويل متقاسم للأسرار المسيحية. ورأى البابا فرنسيس في هذا السياق أن الخطوات الهامة التي اتُخذت تشكل ركيزة لشركة الحياة في الإيمان والروحانية، لافتا إلى أن العلاقات الثنائية يطغى عليها روح من الحوار والأخوة المتقاسمة.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن الدعوة المشتركة لجميع المسيحيين التي تعبر عنها الآية البيبلية التي ترافق أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين: أمَّا أَنْتم فجيلٌ مُخْتارٌ، كهنوتٌ مُلوكيّ، أُمَّةٌ مُقدَّسَةٌ، وشَعْبٌ مُقْتنًى: لتُشيدوا بحَمْدِ الذي دعاكم منَ الظُّلمةِ الى نورِهِ العجيب (1 بطرس 2: 9). هذا ثم لفت البابا إلى وجود بعض الاختلافات في العقيدة والممارسة بين الكنيستين، بيد أن هذا الأمر ـ تابع يقول ـ يجب ألا يُحبط العزائم، بل على العكس لا بد أن يدفع الجماعتين على متابعة المسيرة المشتركة باتجاه الوحدة وتخطي المفاهيم القديمة. وأكد أننا مدعوون جميعا إلى أن نكون شهودا مسيحيين وصانعين للسلام والمصالحة في عالم ممزق بالصراعات ومطبوع بالعلمانية واللامبالاة. في ختام كلمته أشاد البابا بالتزام الكنيسة اللوثرية الفنلندية في مجال حماية الخليقة، معربا عن أمله بأن تساهم الزيارة هذه في تعزيز التعاون بين مختلف الجماعات سائلا الله أن يبارك الجميع.
(إذاعة الفاتيكان)