تخيّلوا أنفسكم أمام كنيسة منحوتة من الجليد الصرف! تقرّرون دخولها، فتعبرون في نظام أنفاق ضيّقة متعدّدة، لتصلوا وتجثوا أمام المذبح على جليد أشبه بالصخور في حرارة متدنية جداً. هذا ليس بحلم، بل هي كنيسة كاثوليكية تقع في محطّة بلغرانو الثانية الأرجنتينية على بُعد حوالى ألف كيلومتر من القطب الجنوبي.
وبحسب مقال نشره موقع sydneycatholic.org الإلكتروني، إنّ الكنيسة الأقصى جنوباً ليست معروفة كثيراً، كما ومن غير السهل بلوغها بقدر الفندق الجليدي الشعبي في شمال السويد، إلّا أنّ مدخلها يستحيل أن يُسدّ بسبب تصميمه الفريد، وهي موجودة لإشباع الحاجات الروحيّة للعلماء الذين يعملون في محطة بلغرانو الثانية.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ محطّة بلغرانو الثانية هي قاعدة دائمة للأبحاث الجيولوجيّة العلميّة، تابعة للحكومة الأرجنتينية، سُمّيت تيمّناً بالجنرال مانويل بلغرانو، وافتُتحت في 5 شباط سنة 1979 كبديلة لبلغرانو الأولى التي تمّ تشييدها عام 1950، لتُهجر بعدها بسبب عدم صلابة الجليد الذي كان يحملها وتفتّته.
يبقى القول إنّه على الرغم من وجود المحطّة في أقصى الجنوب في أنتاركتيكا، هذا لم يمنع بعض الأشخاص من نحت الجليد وحفر أنفاق وتشييد كنيسة. فمن يسعى خلف لقاء الخالق، لا الجليد ولا الصقيع يمنعانه!