بعد المقالة الأولى التي نشرناها حول اقتباسات موقع goodreads.com الإلكتروني من كتاب Three to get married للمكرّم فولتن ج. شين حول موضوع الحبّ والزواج والشهوة، نستعرض في هذا الجزء الثاني أهمّ ما قيل في الجنس والشهوة.
“إنّ الرغبة المقرونة بالحبّ أو ما يُعرف اليوم بتعبير “الجنس”، هي القاسم المشترك بيننا وبين حيوانات الأرض، فيما الحبّ هو القاسم المشترك بيننا وبين الله”. ويشرح المكرّم هذه الجملة أكثر لدى قوله “في الجنس، يعبد الذكر المرأة. أمّا في الحبّ، فيعبد الذكر والأنثى معاً الله”. لذا، نجد أنّ العديد من الزيجات “مخيّب للآمال”، “فالحبّ لا يحتاج إلى أسباب، فيما الجنس يلجأ إلى العلوم لتدافع عنه. الحبّ لا يسأل “لماذا؟” بل يعترف ببساطة “أحبّك”، لأنّ الحبّ هو أسبابه الخاصّة”. من ناحية أخرى، يشير شين إلى أنّ نظريّة سيغموند فرويد – عالم النفس الأشهر – تفسّر الإنسان بتعابير الجنس، فيما المسيحيّة تفسّر الجنس بتعابير البشر. ولهذا السبب، “يمتنع الناس المحترمون عن مناقشة مواضيع الجنس الفظّة لسبب نفساني، ألا وهو أنّ الجنس بطبيعته ليس معلومات قابلة للنقل، بل هو مقدّس جداً ليتمّ تدنيسه”.
من ناحية أخرى، يقول شين “إنّ الجنس يسعى خلف الجزء، فيما يسعى الحبّ خلف الكلّ”. إنّ أكبر وهم لدى العشّاق هو اعتبارهم أنّ حدّة انجذابهم الجنسي هي الضمانة لدوام حبّهم. لكن علينا أن نعرف أنّه “في الحبّ البشري، كلّ رجل وامرأة يعد الآخر بالسعادة، إلّا أنّ الله وحده هو مانح السعادة. ومن أسباب انهيار الزيجات عدم إدراك الزوجين، وبعد تركهما المذبح، أنّ المشاعر البشريّة تتعب والحماسة تخفّ مع انتهاء شهر العسل، لتبدأ العيوب بالظهور”. ويضيف المونسنيور مؤكّداً أنّ على من يبدأون حياتهم المشتركة بفلسفة الجنس الوثنيّة، أن يواجهوا الحياة كمنحدر، إذ أنّه “مع التقدّم بالسنّ هناك فقدان للطاقة الجسديّة المترافقة مع نظرة مريعة للموت، فيما تتضمّن فلسفة الحبّ المسيحيّة تصاعداً، وتشير إلى بقاء الروح يافعة وازدياد الحبّ حتّى مع تقدّم الجسم بالعمر. إن لم يتصاعد الجنس إلى السماء، سينزل إلى الجحيم إذ لا وجود لمقولة وهب الجسم بدون وهب الروح”. وإلى ذلك، يزيد جملة “يمكن للمرء أن يتوق للآخر بعد تذوّقه وحدة الجسد، لكن يستحيل التوق إلى الآخر بعد اتّحاد الروح”، بما أنّ سوء استخدام الجنس خارج إطاره الطبيعي هو بمثابة خطأ.
أمّا عن الدخول في متاهات الخيانة والبحث عن شريك جديد بعد زوال “ألوهيّة” الشريك المعبود والشعور بالسأم، فيقول المكرّم إنّ هذا السعي “برهان لعدم وجود الحبّ على الإطلاق، بما أنّه يمكن استبدال الجنس، فيما يستحيل استبدال الحبّ. والسبب الأساسي لطبع اختبار الجنس خارج إطار الزواج أثراً نفسانيّاً لدى المرء هو الشعور عن كثب بالفراغ بين الروح والجسد”.
في النهاية، وفيما يكمن الحبّ في الإرادة بينما الجنس في الغدد، يردّد المكرّم مع يوربيدس الشاعر المسرحي التراجيدي الإغريقي: “ما من عاشق لا يحبّ إلى الأبد”. “فالجنس في عصرنا هو رغبة بدون التزام. وبما أنّه لا يرتكز على قوانين، فهو رغبة بعيدة عن الله، لذا لا تفترق الشهوة الجنسيّة عن الإلحاد”.