الكلمة والخبز، في القداس، يصبحان كيانًا واحدًا، تمامًا كما تمَّ في العشاء الأخير، عندما شكّلت كلمات يسوع كلها وجميعُ العلامات التي قام بها استباقًا لذبيحة الصليب، في علامة كسر الخبز وتقدمة الكأس، ولا سيما في تلك الكلمات: “خذوا كلوا هذا هو جسدي… خذوا اشربوا هذا هو دمي”.
إن ما قام بها يسوع في العشاء الأخير هو الشكر الأعظم للآب على محبته ورحمته. وكلمة “شكر” باللغة اليونانية هي “إفخارستيا”. لذلك يطلق على هذا السر سر “الإفخارستيا”: إي الشكر الأعظم للآب، الذي أحبنا لدرجة أنه أعطانا أبنه بمحبة. لذا تلخص كلمة إفخارستيا كل هذه العلامات، والتي هي فعل الله والإنسان معًا، فعل يسوع المسيح الإله الحق والإنسان الحق.
إن الاحتفال الإفخارستي إذًا هو أكثر من مجرد وليمة بسيطة: إنه ذكرى فصح يسوع، سرّ الخلاص الجوهري. وكلمة “ذكرى” هنا لا تعني مجرد التذكر، وإنما تعني أننا في كلّ مرّة نحتفل بهذا السرّ نشترك بسرّ آلام المسيح وموته وقيامته. فالإفخارستيا تشكل ذروة عمل الله الخلاصي: الرب يسوع صار خبزًا وكُسر لأجلنا، وهو يفيض علينا، في الواقع، رحمتَه كلَّها ومحبّتَه فيجدّد هكذا قلبنا، ووجودنا، وطريقة تواصلنا معه ومع الإخوة. لذلك نحن نقول عادة، عندما نتقدّم من هذا السر، أننا “نتناول” أو “ننال الشركة”: وهذا يعني أن مشاركتنا بمائدة الإفخارستيا تجعلنا، بقوة الروح القدس، نتشبه بالمسيح بشكل فريد وعميق، وتجعلنا نتذوق منذ الآن ملء الشركة مع الآب التي ستميّز الوليمة السماوية، حيث سنفرح مع جميع القديسين بمشاهدة الله وجهًا لوجه.
(قداسة البابا فرنسيس – مقتطف من تعليم الأربعاء 05 فبراير / شباط 2014)
WIKIMEDIA COMMONS
الافخارستيا تجعلنا مشابهين للمسيح
الكلمة والخبز، في القداس، يصبحان كيانًا واحدًا، تمامًا كما تمَّ في العشاء الأخير، عندما شكّلت كلمات يسوع كلها وجميعُ العلامات التي قام بها استباقًا لذبيحة الصليب، في علامة كسر الخبز وتقدمة الكأس، ولا سيما في تلك الكلمات: “خذوا كلوا هذا هو جسدي… […]