The Cross

Pixabay CC0

"المسيح سلامنا" رسالة بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي لعيد القيامة

تحت عنوان “المسيح سلامنا” (أف 2: 14)، وجه بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالته لعيد القيامة 2016، وقد استهلها بالقول: “يطيب لنا في بداية رسالتنا هذه بمناسبة عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، أن نقدّم […]

Share this Entry

تحت عنوان “المسيح سلامنا” (أف 2: 14)، وجه بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالته لعيد القيامة 2016، وقد استهلها بالقول: “يطيب لنا في بداية رسالتنا هذه بمناسبة عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، أن نقدّم أخلص التهاني لكم جميعًا أيّها الإخوة والأبناء الأعزّاء في لبنان وفي بلدان الشرق الأوسط وعالم الانتشار، بهذا العيد المجيد، عيد انتصار الخير على الشر، والنور على الظلمة، والموت على الحياة. لقد ارتضى الرب يسوع الموت على الصليب تكفيراً عن خطايانا وخطايا البشر، وقام من بين الأموات ليهبَنا الحياة الجديدة ويقدّسَنا. وبهذين الحدثَين زرع السلام في القلوب، وانتزعَ منها الخوف، وافتتح على الأرض زمناً جديداً مرضيّاً لله، هو زمنُ المحبّة والأخوّة والمصالحة والسلام. “فالمسيح سلامنا” (أف 2: 14)، وقد حيّا تلاميذه تكراراً بعد قيامته بتحية السلام “السلام لكم” (يو 20: 19)”.

ومما جاء في رسالة غبطته نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك: “بقيامته، زرع يسوع المخلّص السلام والرجاء في القلوب، ونشره في العالم بواسطة الكنيسة وكلّ ذوي الإرادات الصالحة. وسلَّمنا إيّاه عطيةً من السماء لكي نوطّده في الأرض وبين الشعوب. إنّّنا نلتمس لنا ولكم جميعاً سلام المسيح، لكي يكون أوّلاً سلاماً مع الله بالعودة إليه وإلى كلامه المحيي ونعمته الشافية، سلاماً مع ذواتنا وفي داخلنا، سلاماً منسجماً مع هويّتنا ومتجاوباً مع رسالتنا، لكي نستطيع أن نصنعه في عائلتنا ومجتمعنا وكنيستنا ووطننا. وعلينا أن نتذكّر دائماً أنّه لا وجود للسلام حيث تُنكَر الحقيقة وتُنتهَك العدالة وتنتفي المحبّة، وحيث تُقيَّد الحرّية لدى الأفراد والمجتمعات”.

قال البطريرك يونان: “في عيد قيامة المسيح المخلّص، عيد عبوره بالبشرية إلى حياةٍ جديدةٍ، نعيش هذه السنة، في بلدان الشرق الأوسط، سيّما في لبنان وسوريا والعراق، أزمنةً قاتمةً من العنف والحروب والإرهاب، وما ينتج عنها من جوعٍ وخوفٍ وتهجيرٍ وقلقٍ على المصير. لكنّ نور المحبّة والسلام المشعّ من قبر المسيح الفارغ، وقد دُحرِج عنه الحجرُ الكبير، والإيمان الوطيد بقيامة الفادي، إنّما يدفع بنا جميعاً إلى صخرة الرجاء بيسوع المسيح الذي أصبح سيّد العالم بموته وقيامته، وبه نُوطّد حضورنا ورسالتنا. بالرغم من إغراء المال وبطش السلاح وجبروت التسلّط، تبقى للمسيح الرب الكلمةُ الأخيرة، كلمة الحقيقة بوجه الكذب والتضليل، وكلمة المحبّة بوجه البغض والقتل، وكلمة السلام بوجه العنف والحرب”.

أضاف البطريرك يونان: “مِن المسيح الذي “هو سلامنا” (أف 2: 14)، وقد حطّم جدران الانقسامات والتفرقة، وحقّق الأخوّة بين الناس، جاعلاً من الجميع أبناءً وبناتٍ لله ببنوّته الأزلية، نلتمس السلام للعالم ولأوطاننا، وبخاصّةٍ لبلداننا في الشرق الأوسط، من أجل العيش بكرامةٍ وبروح المواطنة الحقيقية، والتمتُّع بالحرّيات الإنسانية والدينية، في أنظمةٍ ديمقراطيةٍ تحترم كرامة كلّ إنسانٍ وكلّ مجموعةٍ بشريةٍ قيل عنها إنّها أكثرية أو أقلّية. سلامنا أن يُعزَّز التنوّع في الوحدة، ويشارك الجميع في مسؤولية الحياة العامّة، وتنتفي الأحادية والفئوية وفرض الإرادة والتحكّم بمصير المواطنين، ويتمكّن كلّ مواطنٍ، من أيّ دينٍ أو ثقافةٍ أو عرقٍ أو انتماءٍ كان، وكلّ مجموعةٍ، مهما كان نوعها، من العيش بالكرامة والمساواة مع الآخرين”.

قال بطريرك السريان الكاثوليك في رسالته لعيد القيامة:” مع جميع الرعاة الروحيين، نصلّي من أجل انتخاب رئيسٍ للجمهورية اللبنانية، فيكتمل جسد الدولة برأسها المسيحي الوحيد في العالم العربي، لِما لهذا الانتخاب من أثرٍ إيجابي في تثبيت الاستقرار السياسي والأمني ودعم الاقتصاد، وتفعيل المؤسّسات الدستورية والسياسية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية”. “أمّا في سوريا الغالية، وقد عدنا للتوّ من زيارةٍ تفقّديةٍ لأبنائنا وبناتنا في أبرشية حمص وحماة والنبك وفي محافظة طرطوس، حيث لمسنا إيماناً حيّاً وتعلّقاً بهويّتنا المسيحية والوطنية، بالرغم من العاصفة الهمجية التي حلّت بوطنهم الغالي طوال سنواتٍ خمس. ومع تلك الرعايا العزيزة، ناشدنا الجميع أن يبقوا متجذّرين في أرض سوريا الطيّبة، وتضرّعنا إليه تعالى كي تتكلّل بالنجاح المساعي التي تبذلها الدول الصديقة والمجتمع الدولي لإنهاء الاقتتال، وإرساء قواعد السلام والأمان، والكفّ عن هذا التدمير الممنهَج للأرض والمؤسّسات. إنّنا نبتهل إلى ربّ السلام كي تتوقّف آلة الحرب، وتبدأ عمليات البناء للحجر والرجوع للبشر. عندئذٍ يعود الشعب الذي اضطُرَّ إلى النزوح والهجرة، فيساهم في إعادة إعمار سوريا، وتوطيد أواصر التواصل بين مكوّنات الشعب السوري الطيّب الذي حاولت يد الإجرام تفتيته وتقسيمه. أمّا العراق العزيز، والذي ننوي زيارته في الشهر المقبل لتفقُّد أبنائنا وبناتنا النازحين، فإنّ قلبنا يتألّم لما حلّ بشعبنا السرياني بشكلٍ خاص، وقد قاربت نكبة اقتلاعه من أرضه في مدينة الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى واحتلالها من الإرهابيين التكفيريين عامَها الثاني، فيما أبناؤنا وبناتنا نازحون ومهجَّرون داخل العراق وخارجه. فمن غير المقبول أن يستمرّ المجتمع الدولي على صمته وتخاذله، مطلقاً فقط حتّى الآن الشعارات والتمنّيات في تحرير الموصل وسهل نينوى.” “وإن ننسَ لا ننسى المخطوفين من رجال دينٍ وعلمانيين، ونذكر خاصةً مطراني حلب مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم، وبولس اليازجي، والكهنة باولو داللوليو، واسحق محفوض، وميشال كيّال، مطالبين بعودتهم إلى الحرية في أسرع وقت. كما نضرع إلى الرب يسوع، القيامة والحياة، أن يتغمّد جميع الشهداء برحمته الواسعة، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ويعزّي كلّ مفجوعٍ بفقد عزيز”.

“في هذا العيد، نتوجّه بالقلب والصلاة إلى أبنائنا الذين يكابدون آلام النزوح والهجرة والاقتلاع، من العراق وسوريا، إلى لبنان والأردن وتركيا، وإلى ما وراء البحار والمحيطات، مؤكّدين لهم تضامننا الأبوي واستعدادنا الدائم لتأمين حاجاتهم ومساعدتهم بكلّ الإمكانات المتاحة. كما نتوجّه بشكلٍ خاص إلى العائلات التي تعاني الحزن لفقدان أحد أفرادها، وجميع الذين لا يستطيعون أن يعيشوا فرح العيد، من فقراء ومعوَزين ومهمَّشين ومستضعَفين، سائلين لهم فيض النعم والبركات والتعزيات السماوية.” “ويطيب لنا أن نتقدّم بالتهاني الأبوية بمناسبة عيد قيامة الرب يسوع من بين الأموات إلى جميع إخوتنا وأبنائنا وبناتنا السريان في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدّسة والأردن ومصر وتركيا وأوروبا وأميركا وأستراليا. ونحثّهم جميعاً على التمسّك بالإيمان بالرب يسوع، والتعلّق بكنيستهم وأوطانهم والإخلاص لها، فيحيوا على الدوام شهوداً ليسوع “حتى أقاصي المسكونة” (رو 10: 18)

(إذاعة الفاتيكان)

Share this Entry

Staff Reporter

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير