الصلاة الافتتاحية
باسم الآب والابن والروح القدس تبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح أبو الرأف وإله كل عزاء في هذا اليوبيل الاستثنائي تجذبنا درب الصليب في يوم جمعة اللآلام قوة رحمة الآب السماوي الذي يود أن يفيض علينا روح الرحمة، الرحمة هي اناة النعمة التي تصل من الله الى رجال ونساء اليوم هم غالبا ما يكونون ضائعين مشوشين ماديين وعابدي أوثان فقراء ووحيدين . نأمل ان يرتفع البؤس عنا لكي نتمكن من مشاهدة وجه يسوع بسلام فهو يقدر ان يزيل خطايانا ويفتح لنا مسيرة القداسة، الينبوع الذي غسل خطايانا يمكن أن يصبح فينا عين ماء تتفجر حياة أبدية.
صلاة البابا
اجعلنا نتحد ونعرف كيف نستقبل عطية الحب ونحافظ عليها لك يا أم الرحمة نرفع الصلوات من اجل البشرية حتى تطا نعمة رتبدة درب الصليب الحقيقية كل قلب وينبعث فينا رجاء شديد يشع من صليب يسوع.
التأملات
الجموع اختارت برأبا أرادت عدالة الأرض. لم تختر من كان يستطيع أن يحررها، ولكن يسوع لا يجيب الشر بالشر وهذا ما لا يفهمه البشر. كل واحد منا هو جزء من الجموع الصارخة اصلبه. الشعور الداخلي سيطر على الجميع متساوين أمام الخوف، خوف فقدان الحياة. أيها الرب يسوع كم نشبه هؤلاء كم كبير الخوف في حياتنا نحن نخاف من الغريب من المستقبل من البؤس وما أكبر الخوف في عائلاتنا ومدننا ومكان عملنا وحتى نخاف من الله والحكم الإلهي هذا الخوف الذي ينشأ عن قلة إيماننا والشك برحمة الله يا ربنا يسوع أنت من حكم عليك من خوف البشر حررنا من الخوف من حكمك.
أصدر الخوف الحكم ولبس يسوع بشريته المتألمة من دون اي ارجوان من دون علامة لألوهيته ها هوذا الرجل قال بيلاطس، هذا شرط لكل من يتبع المسيح، المسيحي عليه ألا يكذب لكي يكسب، عليه أن يقبل كل ما يصدر عن محبة الله. غالبا ما نبحث عن الحقيقية بأي ثمن وقد نقبل بجزء من الحقائق ونسمح لمن يخدعنا أن يعلن الأسوأ على الدوام ويخدر قلوبنا. كلمة الله صار بشراً أتي ليخبرنا كامل الحقيقة عن الله الذي يحمل الصليب ويمشي على درب بذل الذات والشخص الذي يتأكد من الحقيقة يتبعه. ايها الرب يسوع اعطنا أن نتأملك بالظهور الإلهي على الصليب ونعترف ببهاء وجهك السماوي.
يسوع هو الحمل الذي تحدث عنه النبي والذي حمل خطايا البشرية وأوجاعها ولعناتها هنا النقطة النهائية تجسد الكلمة ولكن يسوع وقع تحت الصليب. بهذه السقطة أعطى يسوع معنى الى ألم الإنسان وهو دليل للموت يصعب على العقل فهمه،لذلك نتساءل أين الله في المناجم ومخيمات الإبادة، أين الله في الزوارق التي تغرق، يسوع وقع تحت الصليب ولكن لم يهزمه، هو الأخير هو الغريق الله يأخذ كل هذه الأمور على عاتقه وقد تخلى عن إظهار قدرته من أجل الحب وعلى الرغم من وقوعه الله يظل أميناً للمحبة. نرفع الصلاة من اجل ضحايا كل الاضطهادات والأبرياء الذين يموتون بالحروب. اجعلنا أن نفهم مدى القوة الموجودة في ألوهيتك البشرية.
الله أراد أن تأتي الحياة من خلال آلام المخاض من خلال آلام أم تعطي الحياة فحتى الله بحاجة الى أم. الكلمة صار جسداً بحشا عذراء فقبلته وولدته وحرسته وربته بدفء حبها الى أن حانت ساعته. اليوم عند أقدام الجلجة تتم نبوءة سمعان سيف سينفذ في نفسها ترى ابنها منهكاً تحت الصليب، فتتألم الأم التي تشارك بآلام الإبن ولكن الرجاء لم يتوقف فيها منذ اليوم الذي قالت نعم للملاك. مريم هي امرأة وأم عبقرية نسائية وحنان حكمة ومحبة هي علامة الرجاء للشعوب المتألمة هي المرسلة التي ترافقنا على دروب الحياة وتحارب معنا وتفيض علينا قرب الله. يا مريم أم الله أنت يا من كنت لابنك أول انعكاس لرحمة الآب تلك التي طلبت منه أن يظرها بقانا اهتمي بكل الأيتام واحمي كل النساء اللواتي يتعرضن للعنف وأقيمي نساء شجاعات من أجل الكنيسة أي كل أم تربي أولادها على محبة الله.
إنسان مجهول يظهر ليحمل الصليب مع يسوع سمعان القيرواني. نحن أحياناً نمر بمحن غير مرغوبة تدق قلوبنا فكيف نتصرف أمام ألم شخص نحبه، كم نتنبه لصرخة المتألم؟ القيرواني يساعدنا لأن ندخل في هشاشة النفس البشرية ويسلط الضوء على بشرية يسوع الذي تعب أيضاً من حمل الصليب. القيرواني هو رحمة الله الذي يأخذ ضعفنا وخطايانا على عاتقه. نحن نشكرك يا رب على هذه النعمة التي تظهر لنا رحمتك أنت أحببتنا لدرجة جعلت منا أدوات خلاص وصليبك هو المعنى لك صليب من صلباننا، منحتنا أن نشارك بشكل فعال بسر الفدى ونكون ادوات خلاص لإخوتنا.
بين اضطراب الجمع خلال صعود يسوع الى الجلجلة تأتي فيرونيكا المرأة الشجاعة المستعدة للإصغاء للروح الحاضرة والفاهمة للدعوة التي يدعونا لها الله. هذه المرأة تجسد المحبة وهي جعلتها قوية لتتخطى الجموع وتقترب من الرب وتقوم بمبادرة ايمان وشفقة فتمسح دموع الألم وتتأمل بالوجه المشوه الذي يختفي وراءه وجه الله. نحن نهرب من الألم في حياتنا لأننا نخاف منه، فكم من وجه مشوه نصادفه فنميل بنظرنا عنه لذلك لا نرى وجه الرب في وجه اللاجئين والمضطهدين، ولكن الله يظهر امام كل واحد منهم كمنقذ شجاع كفيرونيكا الشجاعة التي مسحت وجه يسوع.
أعطنا يا رب أن نعرف خطيئتنا وأن نقف من جديد بعد الوقوع وأعطنا أن نعلم معنى السقوط بالألم وأن نبكي على خطايانا. ممكن أن يكون يسوع قد تمزق من الألم ولكنه أشفق على الشعب ودعا نساء أورشليم الى التوبة. وإن تساءلنا ما الذي يجب أن نفعله يأتي الجواب توبوا توبة شخصية وجماعية فلا توبة من دون محبة والمحبة تجعلنا كنيسة.
الإنسان الذي يقع ويتأمل بالله الذي وقع هو من يستطيع أن يعترف بعجزه ويأسه: أيها الرب يسوع بانحنائك على الأرض أنت قريب من كل متألم وأنت تفيض في قلبه القوة ليقوم من جديد فارحم كل من هم على الأرض بسبب الخطايا والمآسي والزيجات الفاشلة إجعلهم يشعرون بقربك لأكن الرحمة المتجسدة والأقرب اليك هو الأكثر حاجة الى المغفرة.
يسوع على الصليب الشجرة الخصبة والجيدة ومن أعلى العرش غفر للذين صلبوه لأنهم لا يدورن ما يفعلون. على صليب المسيح مثال الفداء الكبير من حيث تشع الحكمة والحب الذي يقدم ذاته ذبيحة. على يمينه ويساره لصين ومن الممكن أنهما مجرمين وهما يمثلان كل إنسان من نمطين مختلفين لعيش الصليب فالأول لعنه والثاني اعترف به، الأول اقترح خلاصاً بشرياً ونظره الى تحت فالخلاص بالنسبة اليه هروب من الصليب والغاء الألم، هذا منطق ثقافة الإقصاء أما الثاني فلم يفاوض بل اقترح خلاصاً إلهياً ونظره نحو السماء فالخلاص يعني له قبول مشيئة الله حتى في الأوقات الصعبة وانتصار ثقافة المحبة والموت.
حين كان يوسف يقفل القبر نزل يسوع الى الجحيم وشرع الأبواب للموتى والكنيسة تعترف بهذا الامر كقيامة، هذا هو ملء حقيقة هذا السر الفريد، فيسوع سيفتح القبور ويخرج الموتى منها ويجعل روحه فيهم كي يعيشوا. هنا افتقدنا الرب لينير ظلمتنا في ظلال الموت. ايها المسيح نحن نمشي صوب موتنا اسمح لنا ان نقف بالقرب من الله حتى تصبح الحياة نوراً لحجنا على الأرض.