تعرف إلى "أم الرصاص"

يعتبر موقع أم الرصاص من أهم المواقع الأثريةِ الدينيةِ المسيحية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو أحد المزارات الرسمية الخمسة المعتمدة من قبل الكنيسة الكاثوليكية. كما إدراجته منظّمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة- اليونسكو ضمن لائحة مواقع التراث العالمية عام 2004. أُطلق على […]

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

يعتبر موقع أم الرصاص من أهم المواقع الأثريةِ الدينيةِ المسيحية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهو أحد المزارات الرسمية الخمسة المعتمدة من قبل الكنيسة الكاثوليكية. كما إدراجته منظّمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة- اليونسكو ضمن لائحة مواقع التراث العالمية عام 2004.
أُطلق على هذا الموقع اسم “كاسرتون ميفعة” بحسب المصادر التاريخية. يشتق أصل الأسم في اللغة العربية، من جذر فعل رصّ، أي لصق أمرين بعضهما ببعض، ويشار بذلك إلى رص الأسوار بإحكام.
كان موقعُ أم الرصاص محمية عسكرية رومانيةً، يقوم بدور الحصن الدفاعي ومركز مراقبة طرق القوافل التجارية. برز هذا الموقع في القرن الثالث الميلادي ونما تطور وبرز في القرن الخامس الميلادي، حيث بني فيه هذا الموقع الديني التاريخي.
يحتوي الموقع على عشرين كنيسة منها أربعة عشرة من الفن التراثي البيزنطي، أبرزها:
1- كنيسة القديس إسطفانوس التي تعتبر الإكتشاف الأهم والأكثر شهرة، بفضل اللوحة الفسيفسائية الأعرق في الأردن على أرضية الكنيسة، والتي يعود تاريخها إلى عام 785م. وقد مثلت هذه اللوحة معالم سبعة وعشرين مدينة من الاراضي المقدسة، تسع مدن في الجانب الشرقي من نهر الاردن وثماني مدن في الجانب الغربي من النهر، وفي صحن الكنيسة تظهر أسماء عشرة مدن من شمال الدلتا المصرية وأبرزها الإسكندرية، وهذا دليل العلاقة الأخوية المتينة بين الكنيسة الأردنية المقدسية وكنيسة الأسكندرية المرقسية العظمى.
2- كنيسة القديس سرجيوس التي يعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي وعلى أرضيتها الفسيفسائية كتب أسم الأسقف التي بنيت الكنيسة في عهده مع أسماء المحسنين الذين تبرعوا لبنائها.
3- كنيسة الأسود التي بنيت في القرن السادس الميلادي. حملت هذا الاسم بسبب وجود صورة أسدين متقابلين يعيشان في ظلال أشجار الرمان والتفاح. على مقربة من الكنيسة، نجد آثار أقواسٍ حجريةٍ لأبنية سابقة، على الأرجح أنها هدمت بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة في أواسط القرن الثامن الميلادي، سنة 747 م. وآثار هذه الأقواس واضحة للعيان أنها أضرار طبيعية وليست بفعل عدوان بشري.
4- برجُ الناسك وهو نسبة إلى كبير قديسي إنطاكية المتنسكين: القديس سمعان العمودي. وهذا من أكبر دلائل العلاقات بين كنيسة الأردن وكنيسة حلب منبت القديس سمعان. بجانب هذا البرج نجد آثار معاصر، وأخرى لمناطق زراعية.
في تاريخ 19 أذار 2016، قامت وزارة السياحة والآثار الأردنية بتنظيم جولة تعريفية بالموقع من أجل إظهار مكانته الدينية والتاريخية وأهميته السياحية. شارك بهذا اليوم الوطني معالي وزير السياحة السيد نايف حميدي الفايز ومعالي وزيرالداخلية السيد سلامة حماد ورؤساء الكنائس ورجال الدين المسيحي والإسلامي والسفراء العرب والاجانب.
في كلمته الترحيبية، أكد وزير السياحة والآثار أن هذه الجولة تهدف للتعريف بهذا الموقع وبغنى المملكة بالأماكن المقدسة التي تروي قصص المحبة والعيش المشترك بين أتباع الأديان السماوية. من جهته، أشار السفير الإيطالي جيوفاني براوزي إلى أن موقع أم الرصاص له اهتمام ورعاية خاصة من الحكومة الايطالية والرهبنة الفرنسيسكانية، لا سيما للدور الكبير الذي قام به المرحوم الأب ميشيل بتشريلو في إكتشافه الموقع والكتابة عنه وإبراز قيمته التاريخية والدينية.
يتميز هذا الموقع بمكانة تاريخية وجغرافية مهمة جداً، لأنه صلة وصل بين الأماكن والمدن المسيحية القديمة الكبرى كما له مكانة تاريخية بارزة ظهرت من خلال الآثار واللوحات والفسيفساء التي وجدت هناك.
من المؤكد أنه سيكون لهذا الموقع مكانة سياحية دينية مسيحية كبرى وسيظهر للعالمِ وجهاً جميلاً لأردننا الحبيب.
في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم والمحبوب وجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة، ستبقى المملكة الأردنية الهاشمية على الدوام مثال الأم التي تجمع كل أبنائها تحت جناحيها، ليبقى الجميع متراصين متحابين مدافعين عن الوطن كالحصن المنيع ليبقى واحة سلام وأمن وطمأنينة في وجه كل التحديات.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الأب د. بسام شحاتيت

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير