أيُّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، بعد أن تأمَّلنا حول رحمة الله في العهد القديم، نبدأ اليوم بالتأمّل حول كيفيّة تحقيق يسوع لها بالكامل. في الواقع، يسوع هو رحمة الله المتجسّدة. رحمة عبَّر عنها وحقّقها ونقلها على الدّوام في كلّ لحظة من حياته الأرضيّة. فمنذ بداية خدمته، ظهر يسوع كالمسيح الذي يأخذ على عاتقه الحالة البشريّة بدافع التضامن والرأفة. يمكننا أيضًا أن نتأمّل بوضوح أكبر السرّ الكبير لهذه المحبّة إذا نظرنا إلى يسوع المصلوب. فعلى الصّليب قدّم يسوع إلى رحمة الآب خطيئة العالم ومعها خطايانا كلّها. وبالتالي فلا شيء ولا أحد يبقى محرومًا من صلاة التّضحية هذه التي قدّمها يسوع. هذا يعني أنّه لا ينبغي علينا أن نخاف من أن ندرك ونعترف أنّنا خطأة، لأنّ الإبن حمل جميع الخطايا على الصّليب. وعندما نعترف بهذا الأمر تائبين ومُتّكلين عليه نكون متأكّدين من أنّه قد غُفِرَ لنا. أيّها الأعزّاء، لنطلب من الله في هذه السنة اليوبيليّة نعمة اختبار قوّة إنجيل الرّحمة الذي يحوّل الإنسان ويُدخِله في قلب الله، ويجعلنا قادرين على المغفرة والنظر إلى العالم بطيبة أكبر.
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللّغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ منالشرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، في يسوع لا يمكننا أن نلمس رحمة الله لمس اليد وحسب بل نُدفع لنصير نحن أيضا أدوات لرحمته. ليُبارككُم الربّ!
* * * * * *
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana