أكد الكاردينال لويس أنتونيو تاغل رئيس أساقفة مانيلا بالفيليبين ورئيس هيئة كاريتاس الدولية أن شرور العالم المعاصر ليست فقط ثمرة لبعض الأفراد المتألمين إنما هي أيضا نتيجة مجتمع جريح بكل مكوناته. جاءت تصريحات الكاردينال تاغل خلال تأملاته السنوية لافتا إلى أن عالمنا اليوم يحمل جراحا كثيرة “ولا حتى المسيح القائم من الموت قادر على إزالتها”، على حد قوله، فهي موجودة في كل مكان. وقد قدّم المسؤول الكنسي الكاثوليكي هذه التأملات خلال لقاء نُظم في العاصمة الفيليبينية مانيلا حول موضوع “النهوض في الرحمة” ونظمته الرهبنة اليسوعية في حي “كويزون”، وأكد نيافته أن المؤمنين يحتاجون إلى رؤية جراح المجتمع ولمسها لمس اليد كي يتمكنوا من عيش قيمة الرحمة والرأفة بالكامل، مشيرا إلى أن الإنسان يستطيع أن يرى ويلمس جراحه الخاصة عندما يتمكن من رؤية ولمس جراح الآخرين.
وقد عدد الكاردينال تاغل بعض الجراح التي يعاني منها مجتمعنا المعاصر ومن بينها غياب الأمانة الزوجية، عدم توفّر الطعام، الشعور بالتفوق الثقافي والعرقي، الفردانية، سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعدم الاهتمام بالشؤون الكنسية. ورأى رئيس هيئة كاريتاس الدولية أن فشل العلاقات العائلية يسبب جراحا عميقة غالبا ما تُنقل إلى الأبناء وحتى الأحفاد. كما أن عدم توفر الطعام يُحدث أضرارا لدى الأطفال لا تقتصر فقط على البعد الجسدي إنما تؤثر أيضا على النواحي الروحية لكونها تعيق النمو وتولّد صعوبات في التعلّم. وأشار على سبيل المثال إلى أن العديد من الأطفال يذهبون إلى المدرسة دون تناول طعام الفطور، وهذا الأمر يؤثر على قدراتهم الذهنية وأدائهم المدرسي!
وفيما يتعلق بشبكة الإنترنت شدد رئيس أساقفة مانيلا على أهمية استخدام الشبكة العنكبوتية لأغراض نبيلة، لأن سوء استخدامها يولد بدون أدنى شك مزيدا من المشاكل في المجتمع. هذا ولم تخلُ كلمة الكاردينال تاغل من الإشارة إلى الانتهاكات والأخطاء التي تُرتكب داخل الكنيسة، وقد سببت الكثير من الفضائح والجراح وسط المؤمنين. وأكد في الختام أن المسيح القائم من الموت يدعونا إلى النظر لجراحه ولمسها وهذه هي الطريقة الوحيدة المتاحة أمامنا كي نتمكن من ممارسة الرحمة أي رؤية ولمس جراح المسيح الحاضرة في جراح أخوتنا وأخواتنا.