أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نريد اليوم أن نتوقّف عند جانب من الرّحمة يقدّمه لنا إنجيل القدّيس لوقا. إنّه حدث المرأة الخاطئة التي دخلت بيت سمعان الفريسي فيما كان يسوع ضيفًا عنده فوَقَفَت عِندَ رِجلَي يسوع وهيَ تَبكي؛ وجَعَلَت تَبُلُّ قَدَمَيه بِالدُّموع، وتَمسَحُهُما بِشَعرِ رَأسِها وتُقَبِّلُ قَدَمَيه وتَدهُنُهما بِالطِّيب. لم يفهم الفرّيسيّ كيف يسمح يسوع للخطأة بأن “يُدنِّسوه”، وفكّر في نفسّه أن لو كانَ هذا الرَّجُلُ نَبِيّاً حقًّا، لَعَرفهم وأبقاهم بعيدين عنه؛ لكنَّ كلمة الله تعلّمنا التميّيز بين الخطيئة والخاطئ. وبالتالي بين الفرّيسيّ والمرأة الخاطئة يقف يسوع في صفِّ تلك الأخيرة، ويدخل في علاقة معها، يغفر لها خطاياها ويُعلن أمام الجّميع: “إِيمانُكِ خَلَّصَكِ”. تعلّمنا المرأة الخاطئة الرّابط بين الإيمان والمحبّة والإمتنان. لقد غُفرَت لها “خطاياها الكثيرة” لأنّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً. أيّها الإخوة الأعزّاء، إنّ الله قد وضعنا جميعًا في سرِّ الرّحمة عينه؛ ومن هذه المحبّة التي تسبقنا على الدّوام نتعلّم الحبّ جميعًا. لنظهر امتناننا على عطيّة الإيمان ولنشكر الربّ على محبّته الكبيرة والتي لا نستحقُّها! ولنسمح لمحبّة المسيح أن تتدفّق فينا ولنسكبها بدورنا على إخوتنا وننقل رحمة الربّ للجميع.
Speaker:
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة، وخاصّةً بالقادمينَ منالشّرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، أن نكون رسل رحمة يعني أن نلمس بحنان الجّراح الحاضرة في أجساد ونفوس العديد من إخوتنا وأخواتنا؛ وإذْ نعتني بهذه الجّراح، نعترف بيسوع ونجعله حاضرًا وحيًّا، ونسمح للآخرين بأن يلمسوا رحمته بأيديهم. ليُبارككُم الربّ!
* * * * * *
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana