[أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نتأمّل اليوم حول مثل السّامريّ الصّالح. أحد علماء الشّريعة يُحرج يسوع بسؤال، وإذ كان يسوع يعرف أنّ محاوره خبير في الكُتب، يطلب منه أن يجيب بنفسه، فيعطيه هذا الأخير جوابًا كاملاً. وبالتّالي يقوده يسوع ليقيس ذاته مع وصيّة المحبّة. عندها طرح ذاك الرّجل سؤالاً آخرًا قيّمًا لنا: “ومَن قَريبي؟” فيجيب يسوع بمثل، ويضع في المشهد كاهنًا ولاويًّا وسامريًّا. على الدّرب التي تقود من أورشليم إلى أريحا، التقى الكاهن واللاويّ برجل عرّاه اللُّصوص وانهالوا علَيهِ بِالضَّرْب. ثمَّ مَضَوا وقد تَركوهُ بَينَ حَيٍّ ومَيت. إنّ شريعة الربّ تقتضي في حالات كهذه واجب الإسعاف لكنّ كليهما مالا عنه ومضيا. وهنا يقدّم لنا المثل تعليمًا أوليًّا: ليس أمرًا بديهيًّا أنّ الذي يأُمُّ بيت الله ويعرف رحمته يعرف أيضًا كيف يحبّ القريب. ونصل إلى جوهر المثل: السّامريّ، أي ذاك المرذول، والذي لا يأبه به أحد، لم يمضِ كالرّجلين الآخرَين ولكن عندما رأى الرّجل المجروح “أشفق عليه”، وهذا هو الفرق. إن قلب السّامريّ كان متناغمًا مع قلب الله، وبالتالي في تصرّفات وأعمال السّامريّ الصّالح نرى الشّفقة عينها التي من خلالها يأتي الربّ للقاء كلّ فرد منّا: يقترب منّا ولا يتركنا أبدًا. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نحن مدعوّون جميعًا لنسير درب السّامريّ الصّالح: فيسوع قد انحنى علينا وصار خادمًا لنا وخلّصنا، لنتمكّن نحن أيضًا من أن نحبَّ بعضنا بعضًا كما أحبّنا]
أُرحّبُ بالحجّاجِ النّاطقينَ باللّغةِ العربيّة، وخاصّةً بالوفد القادم من جامعة القدّيس يوسف للآباء اليسوعيّين في بيروت لمناسبة الذكرى الأربعين بعد المائة على تأسيسها. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، لقد وُلدنا في المسيح كأدوات مصالحة لنحمل للجميع مغفرة الآب ونُظهر وجهَه وجه الحبّ من خلال علامات الرّحمة ، ليبارككُم الربّ!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana