أصدر البابا فرنسيس عريضة عالمية في رسالة فيديو أطلقها لمناسبة شهر أيار طالبًا من كل الدول أن تحترم النساء وتقدّرهنّ. وقال يوم أمس 3 أيار: “إنّ مساهمة المرأة في كل مجالات العمل الإنساني لا يمكن إنكارها بدءًا من الأسرة. نحن نعترف بدورها إنما هل هذا كافٍ؟ لقد قمنا بالقليل من أجل النساء اللواتي يعشن في ظروف صعبة: محتقرات ومهمشات حتى إنهنّ منجرّات إلى العبودية”. ثم شدد على أنه “يجب إدانة العنف الجنسي الممارَس بحق المرأة وأن تتم إزالة الحواجز التي تحول دون انخراطها التام في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية”.
تحدّث البابا باللغة الإسبانية بينما كانت تُعرَض في الوقت نفسه صور عن نساء يعملن في مجالات مختلفة بما فيها العلوم والتعليم والطب. إنما ظهرت أيضًا صور لنساء مهمّشات إلى جانب عبارات مثل “أقول بعملي تمامًا مثل الرجل”، “لن أكون عبدة”، “لا للعنف ضد المرأة”، “كفى تمييز في العمل”.
وفي الختام، ظهرت صورة لامرأة تكتب على لوح من خشب ترافقها عبارة “الرجال والنساء هم أولاد الله” ثم ما لبث أن طالب البابا من كل المشاهدين أن ينضمّوا إليه ليوقّعوا على هذه العريضة “حتى تقوم كل دول العالم بتكريم النساء واحترامهنّ وتقديرهنّ لمساهمتهنّ الجوهرية في المجتمع”.
إنّ صلاة البابا فرنسيس عبر الفيديو كانت الأحدث ضمن سلسلة جديدة من مقاطع صغيرة مخصصة لنوايا الصلاة الشهرية تحت اسم “فيديو البابا”. وأما النية التبشيرية وبحسب ما ذكر موقع الأنباء الكاثوليكية فهي مكرّسة في شهر أيار لمريم “حتى تصلّي العائلات والجماعات والمجموعات المسبحة الوردية على نية التبشير والسلام”.
وكان قد صدر فيديو البابا لمناسبة شهر أيار في اليوم نفسه الذي صدر فيه منشور فاتيكاني جديد حول المرأة تحت عنوان “النساء والكنيسة والعالم” المتصل بالصحيفة الفاتيكانية الرسمية لوسيرفاتوري رومانو. انطلق هذا المنشور عام 2012 وتوسّع إلى 40 صفحة ليصبح مجلّة ملوّنة تصدر كل شهرين وهي مصممة خصيصًا لتمنح الصوت للنساء من كل أنحاء العالم متمحورًا حول مواضيع مختلفة متعلّقة بدور النساء في العالم.
هذا وقد تحدّث الكاردينال بيترو بارولين أمين عام حاضرة الفاتيكان يوم أمس 3 أيار عن النسخة الجديدة لهذه المجلّة مشيرًا إلى أنها “مبادرة بالغة الأهمية” تساعدنا على فهم دور المرأة في الكنيسة. وذكر المساهمات التي قدّمتها النساء في الكنيسة مثل القديسة كاترين السيانية. وقال: “لو فكّر أحد بدور القديسة كاترين السيانية التي كانت تتميّز به في ليس على صعيد الحياة الروحية فحسب بل أيضًا في حياة الكنيسة. لقد كانت سياسية بارعة وكانت ديبلوماسية لذلك أثّرت كثيرًا في حياة الكنيسة”.
أدان الكاردينال فكرة “الحصة بين الجنسين” في الفاتيكان وشدد وبحسب خبرته على أنّ “ما ترغب النساء فيه بحق هو “المضي قدمًا بمزاياهنّ وقدراتهنّ من دون مجالات حصرية”. وأما من حيث المناصب الإدارية في الكنيسة فشدد الكاردينال على أنّ للكنيسة مناصب هي أصلاً “نهائية” مثل الكهنوت على سبيل المثال. وشجّع بهدف التغلّب على موقف الرجولة في الكنيسة على ترويج المبادرات مثل المجلّة التي تنشىء مساحة للمرأة حتى تدلي بصوتها وتقوم بمساهمتها الخاصة التي “تغذّي ما يمكن أن يكون تراثًا أيضًا للكنيسة والعالم”.