شهر أيار هو شهر تكريم مريم العذراء التي لا تكفّ عن مبادلتنا السلام بواسطة النعمة إذ يقول القديسان “برنردوس” و”بوناوانتورا” أنّ ملكة السماوات ليست أقلّ إرضاءً وحفظًا للجميل من أصحاب المقامات الرفيعة في هذا العالم؛ إنها تتقدّم عليهم بالنسبة لهذه الفضيلة كما لباقي الكمالات…
ويقول القديس بوناوانتورا: “إنّ مريم تبادلنا السلام بواسطة النعمة، إذا سلّمنا عليها بواسطة السلام الملائكي: مَن باستطاعته أن يفهم النعم والبركات التي يجترحها فينا سلام العذراء مريم ونظراتها العطوفة؟ في الوقت الذي كانت فيه القديسة أليصابات تسمع السلام الذي ألقَته عليها أم الله، امتلأت من الروح القدس، وارتكض الجنين فرحًا في بطنها. إذا استحقّينا سلام وبركة العذراء القديسة المتبادَلَين فسنمتلىء من دون شك من النعم، وسيجري سيل من التعزيات الروحية في نفوسنا”.
في فاطيمة، قالت السيدة العذراء: “أتلوا السبحة يوميًا لكي تحصلوا على السلام في العالم وعلى نهاية الحرب”. للقديس عبد الأحد: “هذه الصلاة تكون لك سلاحًا تقاوم به الأعداء المنظورين وغير المنظورين، وتكون عربون محبتي للمسيحيين…”
نناجيك يا مريم بكلمات القديس بوناونتورا الذي قال يومًا: “أريد أن أسلّم ذاتي لولايتك أيتها السيدة كي تعضديني وتدبّري أحوالي كلّها، ولا تتركيني على هواي، فعينيني أنتِ يا ملكتي واحفظيني ولا تهمليني على هوى نفسي، اُمريني واستخدميني كما تريدين، بل عاقبيني أيضًا بالتأديب حين لا أسلك ضمن حدود الطاعة لكِ، لأنّ القصاصات التي تأتيني من يدك هي مفيدة لخلاصي للغاية، أنا أفضّل أن أكون عبدًا لكِ، وأعتبره أشرف من أن أكون متملّكًا على الأرض كلها…”