“إنّ مستقبل المسيحية في الشرق الأوسط يبقى مجهولاً”. بهذه الكلمات عبّر رئيس أساقفة حلب جان كليمان جانبار عن خطورة الوضع في سوريا، خلال جولة إلى كونيتيكت في الولايات المتحدة الأميركية دامت يومين، وتكلّلت باجتماعات في المقرّ الدولي التابع لفرسان كولومبوس في نيو هايفن.
وبحسب مقال نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، ذكّر جانبار، خلال كلمته التي ألقاها في كنيسة القديسة مريم، بتاريخ المسيحية العميق الجذور في سوريا، حيث أنّ مار بولس الذي انطلق من هناك لاضطهاد المسيحيين أصبح أحد أعظم مرسَلي الكنيسة.
أمّا في كنيسة نيو هايفن التاريخية، فقد أشار رئيس الأساقفة أمام حوالى 400 شخص إلى أنّ الاضطهاد كان جزءاً من التاريخ الكاثوليكي في سوريا، إلّا أنّ مدينة حلب هي التي تنزف الآن نتيجة للحرب الأهلية والإبادة الجماعية. ثمّ طلب إلى الجميع الصلاة على نيّة أن تكون سوريا دولة مدنية قائلاً: “نحن بحاجة إلى أن نكون كأميركا… أحراراً لنكون مسيحيين أو مسلمين، وأحراراً لنختار انتماءنا الديني”.
من ناحية أخرى، شكر جانبار “فرسان كولومبوس”، بما أنّ المجموعة الأخوية الكاثوليكية جمعت 10ملايين دولار ونصف لتأمين المأوى والمأكل والمساعدة الطبية ووسائل التعليم للمسيحيين المضطهدين وللأقليات الدينية الأخرى عبر موقعها على الإنترنت. كما ونسب تصريح وزير الخارجية جون كيري في 17 آذار إلى جهود الفرسان الذين ضغطوا على حكومتهم لاتّخاذ قرار يقضي بالاعتراف بأنّ ما يحصل هو إبادة جماعية، ووضعوا تقريراً من 300 صفحة (بناء على طلب من مسؤولي وزارة الخارجية) يتضمّن الأدلّة للإقرار بالإبادة.
تجدر الإشارة إلى أنّ جانبار ركّز على أمل المؤمنين قائلاً: “إنّ الأمور سيّئة الآن، لكنّ الأمل يظهر بشكل الخيّرين الذين سيساعدون على بناء كنيسة جديدة، ومجتمع جديد وبلد جديد. الحمد لله، ما زلنا أحياء، وأنا متّكل على الله”.