كيف أثرت كلمات البابا منذ حبريته على الكنيسة والمجتمع اليوم فهل ساهم هذا الموضوع في تقدم العائلة وانخراطها أكثر في الكنيسة وكيف؟
أسلوب البابا قريب من الناس ومن الواقع وطريقته في التحدث حتى في المقابلات العامة أم العظات تجعله يركز على نقاط معينة وواضحة ويستخدم تعابير بسيطة ولكن عميقة فمثلا عام 2013 كان هناك لقاء العائلات في روما حيث شاركت مع مجموعة من لبنان استخدم البابا 3 تعابير عن العلاقة في قلب العائلة ألا وهي أرجوك، أعتذر وشكراً. وهذه التعابير تدل على أن نوعية العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على هذه الأمور. هذا أسلوب رعوي وسهل. أما من ناحية أخرى وكما حين بدأ البابا يوحنا بولس الثاني حبريته بدأها بإرشاد رسولي عام 1981 “وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم” وكان من اول الإرشادات التي وضعت خريطة طريق مهمة حول العائلة. البابا فرنسيس بدأ حبريته بأول سينودس حول العائلة ولكن بطريقة موسعة أي على دورتين عام 2014 وعام 2015 ففي عام 2014 مع المجتمعين طرحت المسائل والمشاكل والصعوبات والطرق التي يمكن من خلالها المرافقة رعوياً، أما عام 2015 حيث شاركت بنفسي فكان السينودس اطول وأوسع وأعاد البابا الخطوة نفسها وكانت بالنسبة اليه ورشة تحضير لتعميق المسائل المطروحة لأن الإعلام طرح فقط الأمور التي تهمه في الغرب كالمثليين والمطلقين والمتزوجين من جديد.
ما هي الإيديولوجيات التي تناهض العائلة اليوم وكيف تؤثر بها؟
هناك ايديولوجية تنفي التمييز بين الرجل والمرأة ولكن الله خلق الإنسان ذكراً وأنثى ولكن في الغرب نسفوا أسس العائلة، الى جانب ذلك نجد الزواج للجميع الذي أعدم ثقافة العائلة وبات مشرعاً في الكثير من البلدان. من جهة أخرى الكنيسة تحترم الجميع وتستقبل الجميع وتظهر الرحمة تجاههم ولكن الرحمة لا تتناقض مع الحقيقة أو العدالة. هنا يجب أن نفهم رسالة البابا، البابا لا يغيّر بتعليم الكنيسة ولكنه يحاول ان يفتح الباب لمرافقة أقرب للذين يعيشون هذه الأوضاع، فإن كان هناك شخص مثلي يتوجه البابا اليه بالقول أنت ابن الكنيسة وأنت نلت سر العماد ولك مكان في الكنيسة وعليك أنت أن تحافظ على هويتك ولكن لا يحق لك تأسيس عائلة لأن المرجع هو الكتاب المقدس الذي يقول بأن الأساس هو الرجل والأنثى.
كيف نوضّح فكرة المطلقين والمتزوجين حديثاً وتقربهم من سر المناولة؟
حول المرافقة يقول البابا للمطلقين أنهم من المعمدين وبذلك لا يحرمون كنسياً، ولكن هذا فقط يعني أنه عليهم أن يعيشوا سر العماد في حياتهم. كل من تطلق علينا أن نبحث بالحالة التي أوصلته الى هذا الأمر، ويجب متابعة الحالة وبخاصة من الأسقف المحلي. يقول البابا لهؤلاء تقربوا من كنيستكم لا تبتعدوا عنها، وللرعاة يقول ابحثوا عن هؤلاء الأشخاص وأعيدوهم الى الكنيسة. هذا الأمر لا يوصلهم فوراً الى المناولة بل نبدأ بتصحيح الوضع وتوعية الضمير والبحث عن أي ظلم موجود لكي يتصحح الوضع القانوني فيعيش الشخص المشاركة الكاملة عندها. أما عن فكرة المطلقين فنوضح أن المطلق شرعياً في المحكمة لا مشكلة من ناحيته أكان هنا في الشرق أو في الغرب، ولكن بحال لم تحكم المحكمة بالطلاق وقرر أحد الأشخاص الزواج من جديد مدنياً تمنعه الكنيسة من التقدم من سر المناولة.
***
سيادة المطران انطوان نبيل العنداري
النائب البطريركي العام على منطقة جونيه
رئيس اللجنة الأسقفية للعائلة
حاورته نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية