الرقم: 46/أس/2016
التاريخ: 10/5/2016
وثيقة مشتركة لبطريركَي السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس
نطالب بإخراج طائفتينا من تسمية الأقليات وبمقعد نيابي لكلٍّ من طائفتينا وبتمثيلنا كسريان في الوظائف العامة
وقّع مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي ومار اغناطيوسأفرامالثانيبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وثيقةمشتركةطالبا فيها بإخراج الطائفتين من تسمية “الأقليات”، واستحداث مقعدين في البرلمان اللبناني، واحد لكلٍّ من الطائفتين، وتسمية وزير سرياني في كلّ حكومة، وتمثيل السريان في وظائف الفئة الأولى والوظائف العامّة في مختلف مرافق الدولة، وفي كلٍّ من الأسلاك القضائية والعسكرية والأمنية والديبلوماسية. وقدتمّالتوقيععلى الوثيقة فيمقرّبطريركيةالسريانالكاثوليكـالمتحفـ بيروت.
حضرالتوقيع، بدعوة من البطريركين،معالي وزير التمنية الإدارية نبيل دو فريج، وبعض أصحاب السعادة النواب أعضاء اللجنة البرلمانية المكلّفة دراسة قانون الإنتخاب، وهم: أحمد فتفت، علي فيّاض، سيرج طورسركيسيان، ألان عون.
كما حضر عن كنيسة السريان الكاثوليك، أصحاب السيادة:مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار باسيليوس جرجس القسموسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا، ومارأفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركي ومسؤول الإعلام. وعن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية: أصحاب النيافة:مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس، وماريو ستينوسبول سسفرالنائب البطريركي في زحلة والبقاع،ومار تيموثاوس متى الخوري النائب البطريركي في الأبرشية البطريركية في دمشق، والربانجوزفبالي السكرتيرالبطريركي ومدير دائرة الإعلام.
كما حضر أيضاً الخوري عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي الإعلام،والآنسة لارا سعادة مستشارة رئيس حزب الكتائب، والمحامي إيلي شربشي.
وقد تلا الوثيقة صاحب النيافة المطران ماريو ستينوسبولسسفر، ثمّ وقّعهاالبطريركان. وفيما يلي نصها كاملاً:
بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس | بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية |
وثيقة مشتركة
لمّا كان لبنان الوطن قائماً على التعدّدية والتنوّع في مكوّنات شعبه المؤلَّف من /18/ طائفة، والذي يزخر دستوره بعبارات عدالة التمثيل والمشاركة في الحكم واحترام الإختلاف والمساواة في الحقوق والواجبات،
ولمّا كان السريان في لبنان يشكّلون إحدى العائلات الروحية التاريخية التي يتألّف منها لبنان، كما هو واردٌ في نص المادّة الأولى من القرار 60 ل.ر. تاريخ 13 آذار 1936: “إنّ الطوائف المعترَف بها قانوناً كطوائف ذات نظام شخصي هي الطوائف التاريخية التي حُدِّدَ تنظيمها ومحاكمها وشرائعها في صك تشريعي”، وهذا ما يؤكّده الدستور اللبناني،
ولمّا كان السريان متجذّرين في لبنان منذ القدم، وهم جزءٌ لا يتجزّأ من الشعب اللبناني،
ولمّا كانت القوانين الإنتخابية المتعاقبة منذ الإستقلال لم تحترم وجودهم كمكوّنٍ مؤسِّسٍ من مكوّنات الشعب اللبناني، بل اعتبرَتْهم أقلّياتٍ في وطنٍ مكوَّنٍ من مجموعة عائلاتٍ روحيةٍ، كلٌّ منها على حدى هو أقلّية بنفسها مهما كبر حجمها،
ولمّا كانت كلّ هذه القوانين الإنتخابية قد حرمت السريان من حقّهم بالتمثيل في المجلس النيابي، وبقي السريان تحت تسمية “الأقلّيات”، رغم أنّ عدد النواب زاد من 66 إلى 99 بعد العام 1958، ثمّ إلى 108، وبعدها إلى 128 بعد العام 1990،
ولمّا كانت مقدّمة الدستور اللبناني قد نصّت في فقرتها “ج” على أنّ لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية تقوم على احترام الحرّيات العامّة… وعلى العدالة الإجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل،
ولمّا كانت المادّة السابعة من الدستور اللبناني قد نصّت على أنّ كلّ اللبنانيين سواء أمام القانون، وهم يتمتّعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية، ويتحمّلون الفرائض والواجبات العامّة دونما فرق بينهم،
ولمّا كانت المادّة 23 من الدستور اللبناني قد نصّت على أنّ مجلس النواب يتألّف من نوابٍ منتخَبين مناصفةً في المقاعد بين المسيحيين والمسلمين، ونسبياً بين طوائف كلٍّ من الفئتين،
ولمّا كانت المادّة 95 من الدستور اللبناني قد نصّت في فقرتها “أ” على وجوب تمثيل الطوائف بصورةٍ عادلةٍ في تشكيل الحكومة،
وبما أنّ للسريان رجالاتٌ كبار ساهموا في تحقيق استقلال لبنان من الإنتداب الفرنسي، والسريان هم من خيرة أبناء هذا المجتمع، وذلك بشهادة كلّ اللبنانيين، إلاّ أنّهم وللأسف يُعتبَرون مجرّد أقليات لا حقوق لها، في زمنٍ بات المسيحيون بأجمعهم أقلّيةً في هذا المشرق برمّته،
وحيث أنّه، وانطلاقاً من كلّ ما تقدّم،
وبعد الإتصالات والتشاور والتباحث، اجتمع رئيسا الكنيسة السريانية بشقّيها الأرثوذكسي والكاثوليكي،في هذه اللحظة التاريخية المفصلية في بقاء المسيحيين في المشرق من عدمه، واتّفقا على مطلب تعديل قانون الإنتخابات النيابية، وزيادة مقعدين نيابيين مسيحيين، واحد للسريان الأرثوذكس وواحد للسريان الكاثوليك، وهما على ثقةٍكاملةٍ بحكمة القيّمين على الوطن والمسؤولين فيه لتحقيق هذا المطلب المحقّ. ولهذه الغاية، قامابجولةٍ شملت عدداً من المرجعيات السياسية ورؤساء الكتل النيابية لعرض هذا الطلب المحقّ، وطلب الدعم لتحقيقه، وذلك على رأس وفدٍ من الكنيستين.
وعليه، قرّرا بتاريخ اليوم الواقع في التاسع من شهر أيّار من العام 2016، إعلان هذه الوثيقة المشتركة التي تهدف إلى إعادة الحق إلى المكوّن السرياني في المجتمع اللبناني، وذلك تطبيقاً للنصوص الدستورية والميثاقية التي ترعى العلاقة فيما بين العائلات اللبنانية المختلفة، مطالبين بما يلي:
أوّلاً: تطبيق مبادئ الدستور اللبناني، وإخراج طائفتيهما “السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس” من تسمية الأقلّيات
ثانياً: تعديل قانون الإنتخاب لجهة زيادة عدد النواب واستحداث مقعدين نيابيين: واحد للسريان الأرثوذكس، وواحد للسريان الكاثوليك
ثالثاً: احترام روح الدستور اللبناني ونصّه لجهة تسمية وزير سرياني في كلّ حكومة يتمّ تشكيلها، وذلك تطبيقاً لنص المادة 95 من الدستور اللبناني في الفقرة “أ”
رابعاً: احترام المكوِّن السرياني في المجتمع اللبناني، وعدم حرمانه من حقوقه في وظائف الفئة الأولى والوظائف العامّة في مختلف مرافق الدولة، وفي كلٍّ من الأسلاك القضائية والعسكرية والأمنية والديبلوماسية
بيروت في 9/5/2016
اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس |
اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي |
قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني وغبطة بطريرك السريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يوقّعان على وثيقة مشتركة حول إعطاء مقعدين نيابيين في البرلمان اللبناني واح للسريان الأرثوذكس والآخر للسريان الكاثوليك. وقد تمّ التوقيع في مقرّ بطريركية السريان الكاثوليك في منطقة المتحف ببيروت.
وقد حضر التوقيع أصحاب النيافة مار ثاوفيلوس جورج صليبا، مطران جبل لبنان، ومار يوستينوس بولس سفر، النائب البطريركي في زحلة والبقاع، ومار تيموثاوس متى الخوري، النائب البطريركي في الأبرشية البطريركية في دمشق، والربان جوزف بالي، السكرتير البطريركي ومدير دائرة الإعلام، عن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وأصحاب السيادة مار رابولا أنطوان بيلوني، ومار باسيليوس جرجس القس موسى، ومار أفرام يوسف عبا، والأب حبيب مراد عن الكنيسة السريانية الكاثوليكية.
كما دعا صاحبا القداسة والغبطة لحضور التوقيع أصحاب السعادة النواب اللبنانيين أعضاء اللجنة البرلمانية للإنتخابات النيابية.
وقد تلا الوثيقة صاحب النيافة المطران مار يوستينوس بولس سفر ثمّ وقّعه صاحبا القداسة والغبطة