افتتاح حديقة الرحمة: هدية البابا للاجئين في الاردن

افتتحت السفارة البابوية – سفارة الفاتيكان – في عمان، مساء اليوم الخميس، بالتعاون مع جمعية الكاريتاس الخيرية، الذراع الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، ومطرانية اللاتين في عمّان، حديقة جديدة تبرع بها قداسة البابا فرنسيس شخصياً، وأطلق عليها «حديقة الرحمة»، في مركز سيدة السلام، بهدف […]

Share this Entry

افتتحت السفارة البابوية – سفارة الفاتيكان – في عمان، مساء اليوم الخميس، بالتعاون مع جمعية الكاريتاس الخيرية، الذراع الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية، ومطرانية اللاتين في عمّان، حديقة جديدة تبرع بها قداسة البابا فرنسيس شخصياً، وأطلق عليها «حديقة الرحمة»، في مركز سيدة السلام، بهدف إعادة الكرامة الإنسانية للمهجر والنازح العراقي المقيم في الأردن، وكذلك لتقديم مساعدة لبعض العائلات المستورة من المواطنين.
ابتدأ الاحتفال باقامة القداس بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لانتخاب قداسة البابا فرنسيس، في كنيسة مركز سيدة السلام في عمان، ترأسه بطريرك القدس للاتين، البطريرك فؤاد الطوال، وشارك به السفير البابوي لدى الأردن المطران البيرتو أورتيجا مارتن، والموفد البابوي الخاص المونسنيور المونسينيور سيجوندو تيجانو موينز أمين عام المجلس البابوي “قلب واحد” ، وعدد من الاساقفة والكهنة الكاثوليك ورؤساء وممثلي الكنائس في الأردن، والسفراء ورسميين دينيين ومدنيين، ورهبان وراهبات وفرق الشبيبة والكشافة، وأعضاء مراكز الكاريتاس الاردنية بادارة وائل سليمان .
وبعد القداس،  توجه الحضور إلى افتتاح حديقة الرحمة الكائنة في مركز سيدة السلام، وتضم أشجاراً مثمرة ومشاغل لعمل العديد من العراقيين المقيمين في المملكة. وأدار الحفل مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الاب رفعت بدر، وممثلة جمعية الكاريتاس الأردنية دانا شاهين.
وقال البطريرك فؤاد الطوال جئنا في هذا المساء نشكر الرب على رسالة المحبة والسلام التي يغرسها الأب الأقدس فرنسيس في حقول العالم الواسعة، وهو يطلب من العالم أن يشاركوه في زراعة الرحمة والتضامن بين البشر. وشكراً على الزرع  الطيب الذي يقوم به قداسة البابا في حدائق وحقول العالم وشكراً على زيارته للأردن قبل عامين، وهي الزيارة التي استذكرها قبل ايام في لقائه مع الامير الحسن . ونشكره على سنة الرحمة التي دعانا فيها إلى تبني “ثقافة الرحمة” في عالم اليوم وفي منطقتنا المتعبة بسبب العنف والتعصّب الديني الأعمى وغياب المحبة والعدالة.
ونشكر قداسة البابا على وجه الخصوص اليوم، لأنّه قدّم لنا مشروعاً جديداً في تربة هذا المركز – مركز سيدة السلام – وهو مركز شفاء ومركز محبة ومركز صلاة. وقصة هذا المشروع: معرض ميلانو الدولي.
نشكر ونرحب بالمونسنيور Segundo Tejado Munoz الذي جاء خصيصاً من الفاتيكان ليترأس افتتاح “حديقة الرحمة” تحت إشراف كاريتاس الأردن. انّه لخدمة الفقراء والمحتاجين. ولخدمة المهجرين من العراق الذين جاؤوا إلينا، يتألمون مع المسيح ومن أجل المسيح وبسبب المسيح. وإن شاء الله يفرحوا بالقيامة والعودة لبلادهم.
نرجو لهذه الحديقة أن تكون مثمرة وأن تعين عائلات كثيرة… طالبين ذلك بشفاعة سيدة السلام مريم في شهرها المبارك، وهي أم الرحمة التي تسهر على أبنائها من جيل إلى جيل.
وبعد ذلك ألقى السفير البابوي في الأردن كلمته في هذه المناسبة قائلاً: إنه عيد البابا الأول الذي أشارك به كسفير بابوي في الأردن، وإنني أعبر بفرح عن شكري لوجودكم الموقر لهذه المناسبة المباركة في الذكرى السنوية الثالثة لانتخاب قداسة البابا فرنسيس على  كرسي القديس بطرس.
وفي ختام هذا الاحتفال الخاص بالاحتفال بالقداس الالهي سوف ننتقل إلى الساحة الخلفية من هذه الكنيسة الباهرة لتدشين أول “حديقة الرّحمة”. شكراً للعمل الخيري الذي قام به الأب الأقدس الذي أراد أن يخصص المنح المقدمة إلى جناح الكرسي الرسولي في معرض إكسبو ميلانو 2015 للترحيب باللاجئين العراقيين في الأردن. إن هذه الهدية التي سمحت بإقامة هذه الحديقة المستدامة ستوظف خمسة عشر عاملاً معظمهم من العراقيين وأيضاً من ابناء الاردن الفقراء، وقد وصلت المساعدة عبر كل من المجلس البابوي “قلب واحد”  والمجلس البابوي للثقافة.
أؤكد أن الاحتفال بهذا المشروع الذي نحن على وشك اطلاقه هو نتيجة عمل مشترك قام به مسيحيون ومسلمون مدركين ما كان قد قاله الأب الأقدس قي كلمته أمام السلطات في المملكة الهاشمية خلال زيارته للأردن خلال 2014: “يطمح المسيحيون… مع اخوتهم المواطنين المسلمين في تقديم مشاركتهم الخاصة في هذا المجتمع الذين يعيشون فيه”.
وفي هذا الاطار آمل الا تكون “حديقة الرحمة” مكاناً يحصل عليه اللاجئون وذوو الحاجة للبحث عن فرص عمل وللحصول على مكافئة فحسب، وإنما أيضاً ليكون مكاناً للحوار واللقاء بين الناس ذوي الانتماءات الدينية المختلفة، وكما كتب البابا فرنسيس في البراءة الباباوية لإعلان سنة اليوبيل.
ومن ثم أوضح المونسينور سيجوندو تيجانو مونوز الأمين العام للمجلس البابوي قائلاً بأن هذه المبادرة هي ثمرة العناية الأبوية لقداسة البابا بالمجروحين. إنني أجلب معي بفرح بركات البابا فرنسيس الحبيب الذين تدركون أن له مكانا خاص في قلب كل واحد منكم. في الواقع، لقد  تم إنجاز هذا المشروع من خلال هدية الأب الأقدس التي نشكره عليها من خلال المجلس البابوي “قلب واحد” والمجلس البابوي للثقافة، وتم الحصول عليها من خلال تبرعات المشاركين في جناح الكرسي الرسولي في معرض إكسبو العالمي في ميلانو 2015 وأود أن أعبر عن صادق تقديري وعرفاني للدور الذي لعبته الكنيسة في عمان في تقديم الأرض يقوم المشروع عليها.
وختم السيد وائل سليمان، المدير العام لكاريتاس الأردن بأنه إذ نجتمع اليوم لنحتقل بهدية جديدة من قداسته الذي صمم على أن يمنح مبلغاً كان قد جمع مؤخراً في معرض ميلان. لقد قرر أن يمنح هذا المبلغ إلى المهجرين العراقيين في الأردن الذين ترعاهم الكنيسة الكاثوليكية في الأردن.
وبالتعاون مع البطريركية اللاتينية والسفارة الباباوية وبالشراكة مع مركز سيدة السلام، لقد جال في خاطرنا أن نستعمل هذه المنحة لمشروع يجلب دخلاً ويمكن مساعدة عدد من العائلات الأردنية والعراقية بإيجاد فرص عمل داخل مركز سيدة السلام. وعما قريب سنبدأ بمشروع آخر في مادبا قدمته الحكومة الفرنسية ويتبعه مشروعان شبيهان في الزرقاء والفحيص. وترمي هذه المشاريع إلى إيجاد فرص عمل للأخوة العراقيين ليعيشوا بكرامة خلال وجودهم في الأردن.

Share this Entry

رانيا منصور

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير