تلقّى البابا فرنسيس دعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حتى يزور فرنسا وفي هذا الإطار قام مدير صحيفة “La Croix” بمقابلة مع البابا فرنسيس وقد حاوره غييوم غوبير وسيباستيان مايار المبعوث الخاص في روما. ننقل إليكم أبرز ما جاء في المقابلة:
لا كروا: ماذا تمثّل فرنسا بالنسبة إليكم؟
البابا فرنسيس: إنها الإبنة الكبرى للكنيسة… إنما هي ليست الأكثر أمانة! في الخمسينيات كنا نقول أيضًا “فرنسا هي بلد الرسالة”. بهذا المعنى، إنها ضاحية للتبشير. إنما يجب أن نكون عادلين مع فرنسا. تملك الكنيسة قدرة خلاّقة كما إنّ فرنسا هي أيضًا أرض القديسين الكبار والمفكّرين العظماء أمثال جان غيتون وموريس بلونديل، إيمانويل ليفيناس الذي لم يكن كاثوليكيًا وجاك ماريتان.
أنا أقدّر كيف أنّ الثقافة الفرنسية قد طبعت الروحانية اليسوعية بالنسبة إلى التيار الإسباني… إنّ التيار الفرنسي بدأ مع بيار فافر مركّزًا دائمًا على التمييز الروحي الذي يعطي طعمًا مختلفًا. مع الروحيين الفرنسيين الكبار: لويس لالومان وجان بيار دو كوساد ومع اللاهوتيين الفرنسيين الكبار الذين لطالما ميّزوا جمعية رفاق يسوع مثل هنري دو لوباك وميشال دو سيرتو. هذان الأخيرين أحبّهما كثيرًا: إنهما يسوعيان خلاّقان. باختصار، هذا ما يبهرني بفرنسا. من جهة، هذا الإلحاد المبالغ فيه، إرث الثورة الفرنسية ومن جهة أخرى، الكثير من القديسين الكبار.
من هو القديس المفضّل لديك؟
القديسة تريز من ليزيو
لقد وعدت بأن تزور فرنسا. متى ستتحقق هذه الزيارة؟
لقد تلقّيت منذ وقت ليس ببعيد دعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. كما وأنّ مجلس الأساقفة قد دعاني أيضًا. لا أعلم متى ستتمّ هذه الزيارة لأنّ السنة المقبلة ستجري فرنسا انتخابات وعمومًا يفضّل الكرسي الرسولي أن لا يقوم بهذا النوع من التحرّكات في هذه الفترة. في السنة الفائتة، قامت بعض الفرضيات بشأن هذه الزيارة بما فيها التوجّه إلى باريس وضاحيتها، إلى لورد وإلى مدينة حيث لم يزرها أي بابا مثل مارسيليا التي تمثّل بابًا مفتوحًا على العالم.
تشهد الكنيسة في فرنسا أزمة كبيرة من الدعوات الكهنوتية. كيف يمكن التعامل معها مع هذا العدد الضئيل من الكهنة؟
إنّ كوريا تقدّم مثالاً تاريخيًا عن ذلك. لقد تمّ تبشير هذا البلد من قِبل مبشّرين أتوا من الصين الذين انتشروا فيما بعد فيها. ثم، في خلال قرنين، تمّ تبشير كوريا على يد علمانيين. إنها أرض قديسين وشهداء مع كنيسة قوّية اليوم. نحن لسنا بحاجة بالضرورة إلى كهنة من أجل التبشير. إنّ العماد يمنحنا القوّة لكي نبشّر والروح القدس الذي تلقّيناه في سرّ العماد يدفعنا إلى الخروج وإلى حمل الرسالة المسيحية بشجاعة وصبر. إنّ الروح القدس هو الدافع في الكنيسة ومحرّكها. والكثير من المسيحيين يجهلون هذا الأمر…