أصبحت شبه أكيد أنّ أهم مؤشّرات النضج الروحي تكمن في كيفية التعامل مع الضغط النفسي. حتى أطيب الناس الذين يتمتّعون بأحسن النوايا يفشلون في التقدّم في حياتهم الروحية بسبب عجزهم عن التعامل مع التوتّر. هذا ما عبّر عنه الأب إيان فان هوسن في المقالة التي كتبها ونشرها موقع CATHOLIC-LINK.ORG وقد اقترح أساليب للتعامل مع التوتّر والضغط النفسي بشكل أفضل.
- إنّ مشاهدة التلفاز ليست أمرًا سيئَا بحد ذاته تمامًا مثل تناول القليل من الحلوى والسكاكر إنما إن أكثرنا من تناولها أو بمعنى آخر من مشاهدة التلفاز على سبيل المثال بهدف التخفيف من التوتّر فذلك فسيزيد الأمر سوءًا على المدى البعيد.
- يمكن أن نقوم بنشاطات عديدة يمكن وضعها تحت خانة الأنشطة التأملية من دون أن تكون بالضرورة روحية وهنا يمكن أن نذكر السير لمسافات طويلة والتمرين وممارسة لعب الغولف أو أي نشاط آخر يساعدنا على التأمّل والتفكير والعودة إلى الذات فذلك يساعد الذهن على الصفاء وإخراج التوتّر الكامن في داخلنا.
إنّ كل شخص هو بحاجة إلى ممارسة هذا النوع من التمارين متذكّرين بأنّ المفتاح هو في الاعتدال إنما التأكّد أيضًا بأنّ الاسترخاء يساعد كثيرًا على تجديدنا من أجل الخدمة (أي التواصل مع الله والقريب). كلّ من يواظب على هذه الطريقة للتخلّص من الإجهاد يساعد نفسه على التقدّم في النمو الروحي بالاتحاد مع الآب والابن والروح القدس.
- من المجدي جدًا أن نسلّم للرب يسوع كل ضغوطاتنا النفسية وكل ما نشعر به من إجهاد في حياتنا اليومية. وهذا ما يقوم به القديسون، فهم يقتنعون ويؤمنون بأنّ الرب هو محور كل شيء وهو يساعد على التخلّص من الضغوطات النفسية والإجهاد فمثلاً إنّ شاهد قدّيس ما فيلمًا معيّنًا فهو يحوّله ليقوم بمحادثة مع الرب. إن قام بنزهة سيرًا على الأقدام فهو يتأمّل بجمال ما خلق الله… إنه لا يهرب من همومه الأرضية من خلال اللجوء إلى الصلاة بل الصلاة هي التي تفيض في كل ما يقوم به. ومع ذلك علينا أن لا ننسى أنّ القديس كان يومًا خاطئًا أفسح المجال ليسوع لكي يغيّر حياته. لذا، علينا أن نقوم بالمثل وأن نفسح المجال ليسوع لكي يتدخّل في كل تفاصيل حياتنا ويحوّلنا داخليًا.