“البابا فرنسيس أعاد تحديد مفهوم الكنيسة الكاثوليكية ومفهوم البابوية، إلى درجة أنّ الإعلام لاحظ ذلك”. تلك كانت أبرز جملة في رسالة الأب توماس روزيكا الباسيلي الذي ألقى الكلمة الرئيسية خلال احتفال أبرشية بروكلين الخاص باليوم العالمي للتواصل في 11 أيار الماضي.
وبحسب مقال أعدّه إد ويلكينسن ونشره موقع catholicnews.com الإلكتروني، حضر حوالى 250 شخصاً الحدث، حيث قلّد الأسقف نيكولاس ديمارزيو الأب روزيكا جائزة الخطيب المتميّز. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأب روزيكا هو رئيس مؤسسة “الملح والنور” الكاثوليكية الكندية للإعلام، والملحق في مكتب الكرسي الرسولي الناطق بالإنكليزية.
أمّا في تفاصيل كلمته التي ألقاها، فقد وضع الأب روزيكا مقارنة بين ماضي وحاضر أجوبة عن أسئلة تُطرح عن الكاثوليك، بحيث أنّه كان يُقال إنّ الكاثوليك ضدّ الإجهاض وزواج المثليين والحدّ من النسل، وهم يُعرفون بأزمة الاعتداءات الجنسية التي أضعفت سلطتهم الأخلاقية ومصداقيّتهم. واليوم، نجد أنّ الجواب اختلف، إذ لدينا حبر أعظم لا يخشى مواجهة الخطايا والشرور التي شوّهتنا، حبر أعظم قلق حيال البيئة ومهتمّ بالرحمة والتعاطف والحب، عدا عن كونه مولعاً بالفقراء والمهجّرين الهائمين على وجه الأرض. لهذا، لفت الأب الأقدس أنظار معظم وسائل الإعلام، إذ غيّر صورة الكنيسة إلى درجة أنّ كليّات إدارة الأعمال في الجامعات ترى فيه مثالاً يُدرَّسُ في إعادة تحديد المفاهيم، حتّى لو لم يكن الجميع يوافقونه الرأي أو يتبعون ما يبشّر به.
من ناحية أخرى، شرح الكاهن أنّ البابا فتح المجال أمام الحوار مع العالم، بعد أن شرح كيف يجب أن يعمل إعلام الكنيسة: الإصغاء بدل الاستماع، والتواصل مع الجميع بدون استثناء. ثمّ أضاف روزيكا أنّه على اللغة السياسية والدبلوماسية أن تستوحي من الرحمة التي لا تفقد الأمل، شارحاً أنّه علينا أن ندين العنف والفساد والاستغلال وليس الأفراد، بما أنّ الله وحده يرى ما في أعماقهم.
ثمّ أضاف روزيكا أنّ عمل الإعلام الكاثوليكي يقضي ببناء جسور لتفادي سوء التفاهم الذي يزيد الانتقام على الجروح، مشجّعاً على الحوار الرحيم والبنّاء، وحثّ الجميع على الحذر في استخدام بعض مواقع التواصل الجديدة. وختم قائلاً إنّ نور المسيح يجب أن يصل إلى كلّ شبكة تواصل، ومعه رسالة الخلاص، حتّى للّذين يظنّون أنهم لا يريدون سماعها!