Moses - Ten Comandments Bible

Robert Cheaib - https://www.flickr.com/photos/theologhia/

العبريّة ، لغة الكتاب المقدّس

إنّ معظم نصوص العهد القديم كتبَ بالعبريّة . وكلّنا يعرف معاني ” آمين ” (ذلك حقّ !)  ، ” هللويا ” (سبّحوا يهوه ) ، ” هوشعنا ” ( نجّ! ) . إنها لغاتٌ سامية ، كالعربية . وكتابتها – وقد استعارتها […]

Share this Entry

إنّ معظم نصوص العهد القديم كتبَ بالعبريّة . وكلّنا يعرف معاني ” آمين ” (ذلك حقّ !)  ، ” هللويا ” (سبّحوا يهوه ) ، ” هوشعنا ” ( نجّ! ) . إنها لغاتٌ سامية ، كالعربية . وكتابتها – وقد استعارتها من الفينيقيّين – لا تُــــثبت سوى الحروف الصحيحة (22 حرفــــًا ) ، وتبدأ من اليمين إلى اليسار . ومن بعد الجلاء ، استُبدِلت العبريّة ، في الحياة اليوميّة ، بالآراميّة  ، وهي لغة الإمبراطوريّة الفارسيّة . ويسوع تحدث بالآراميّة ، والمسيحيّون الأوّلون من بعده (طليثا قومي ، ايلوي ايلوي لمّا شبقتاني ، مارانا تا ، الخ ….) .  وبين القرن  8 و 11 الميلاديّ ، أضاف كتبة اليهود ، المسّوريون (رجال التقليد) ، على الحروف الصحيحة للاسفار ، عددًا من النقاط  والرموز للدلالة على حروف العلّة وتثبيت معنى النصّ ولفظه وحركاته ، وحتى التغنّي به .
أصول الكلمات
معظم الكلمات العبريّة تـــُشتقّ من جذور ٍ ذات حروف صحيحة ثلاثة : م ل ك (ملك) ؛ د ب ر ( كلام) ؛ ق د ش (قدوس) . وتضافُ إلى هذه الجذور حروف العلّة ، ومن ثمّ مداخل أو مخارج لصوغ الأسماء والأفعال . فعلى سبيل المثال : كلمة “ملك ” تعطي : ميليك (= مَلِك) ؛ مالكي (= مَلِكي) ؛ قارن (= مليكيصادق) ؛ مالاك (= مَلَـــكَ)؛ يملوك (= سيملك) ؛ مالكاه (= ملكة) ؛ مالكوت (= ملوكيّة) ؛ ماملاكاه (= مملكة) الخ .  أمّا بالنسبة إلى الأفعال ، فهناك جذر واحد يعطي عدّة صيغ وعدّة معاني ، على سبيل المثال : قاتال (= قَتَلَ) – وهي صيغة بسيطة – ؛ قيتّيل (= ذبّح ، وهي صيغة المبالغة) ؛ هيقيتيل (=حرّض على القتال) – وهي صيغة سببيّة ؛ هيتقاتّيل (- انتحر)  وهي صيغة المطاوعة .
لغةٌ واقعيّة
فلنأخذ كلمة ” نيفيش ” التي غالبــــًا ما تُؤدى بـــــ ” نفس ” ؛ إنها بالواقع تعني  ” عنق ، حنجرة ” ،  ومن ثمّ ” تنفّس ، نَفس حيويّ ، حياة ” (وباللاتينيّة anima) ، ومنها اشتُقّت كلمة ama الفرنسيّة  ، ولكنها تعني أيضا ” جوهرة ” (تُحمَل في العنق)،  و ” عطر ” (يُشتم) ، و  قبر ” (يعود إلى شخص ما) الخ . كما أنّ كلمة ” نيفيش ” ، يمكن أن تعني ” شخــــصًا ” أو تعوض عن ضمير المطاوعة : ” أنا نفسي ” . وعبارة ” نفسنا جافّة ” (عد 11 : 6)  توحي بحنجرة يابسة ، بينما عبارة ” اليك ظمئت نفسي ” (مز 63 : 2 ) تعني البحث عن الله الذي يقوم به الشخص ، جسدًا وروحا . وأن لكلمات اللاهوت الكتابيّ اشتقاقــــًا واقعيّا : ” فالمجد ” هو الثقل ؛ و ” النعمة ” هي الجمال ؛  و ” القداسة ” هي الفصل ؛ و ” الأبديّة ” هي ما كان خفيّا … الخ .  وليس هناك فاصل بين المادة والروح ، وكلّ شيء يمكن أن يصبح رمزًا  ( ومن بين الأشياء  ، أجزاء الجسم) .
لغة ديـــناميكيّة
اللغة العبريّة لا تميّز زمن الفعل ( ماضي ، مضارع ، مستقبل ) ، وإنّما تشيرُ إلى ” وجهـــــة “: المكتمل (العمل قد تحقق وتمّ)  أو غير مكتمل ( العمل وهو يجري أو سيجري ) . وهكذا نتخيّل صعوبة الترجمة : على سبيل المثال ” أنا هو من هو ” (غير مكتمل) ! وبحسب السياق ، سيمكن لكلّ من هذين” الوجهين ” أن يشير إلى الماضي أو الحاضر أو المستقبل . أما قواعد الجُمل ، فهي الأخرى فقيرة :  وغالبًا ما يتوجّب الإهتداء إلى المعنى من خلال سياق الجملة .
مع ذلك ، يقولُ الإخصائّيين في الكتاب المقدّس ، فإنّ تعلّم اللغة العبريّة ، ليس أمرًا عسيرًا ، ولا يعد مفخرة . إنها لغة سهلة نسبيا : ما أن تجاوزنا الغرابة الآولى (وهي ترجع إلى الكتابة ) ، فسرعانَ ما نستمتعُ بغنى الصور ودقائق المفردات واللعب على الكلمات ….  وخلاصة القول : إن مدخلا بسيطا إلى اللغة العبريّة ، يتيحُ لنا الدخول بالأكثر إلى فهم النصّ البيبليّ .
المرجع : سلسلة أبحاث كتابيّة ، قراءة  في العهد القديم (الجزء الثاني) ، ألّفه مجموعة من ذوي الإختصاص في الكتاب المقدّس (جوزيف اونو – موريس اوتاني – فيليب كريزون – جان لوقا تيرون ) .

Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير