يوم الاثنين 23 أيار الماضي، شهدت منطقة جبلة في مقاطعة اللاذقية السورية 5 انفجارات، فيما هزّت 4 انفجارات أخرى منطقة طرطوس، فكان مجموع حصيلة الاعتداءات وفاة أكثر من 200 شخص وإصابة حوالى 650. إلّا أنّ تلك الاعتداءات كانت الأولى من نوعها في منطقة تجمّع فيها السوريّون المهجّرون بمئات الآلاف، ظنّاً منهم أنّها من آخر المناطق الآمنة في البلاد!
إثر هذا اليوم الدامي، اتّصلت منظّمة “عون الكنيسة المتألّمة” بالمطران أنطوان شبير، أسقف اللاذقية للموارنة لاستطلاع أخبار أبرشيّته. وبحسب تقرير أعدّه جون بونتيفكس ووردنا من المنظمة المذكورة، وصف الأسقف جهود رجال الدين وسكّان الأبرشية والمسؤولين في “عون الكنيسة المتألّمة” لمساعدة المصابين وتزويد المهجّرين بالطعام والمأوى والدواء، ودفن الموتى، قائلاً إنّ الوضع بغاية المأساوية.
وفي هذا السياق، قال الأسقف إنّ الاعتداءات الأخيرة على المنطقتين الساحليّتين قد تتسبّب بفرار مفاجىء للسكان، محذّراً من عواقبها المأساوية، خاصة بالنسبة إلى من سيحاولون الهرب عبر البحر. ثمّ عاد ليؤكّد التزامه على البقاء في سوريا وبذل كلّ ما هو باستطاعته لإعادة إرساء أسس الأمل لدى الشعب.
من ناحية أخرى، استنكر شبير الاعتداءات الوحشيّة التي أكّدت التقارير أنّ داعش تتحمّل مسؤوليّة فظاعتها، خاصّة وأنّها تُرتكب باسم الله، مؤكّداً أنّ الثأر ليس الجواب. “علينا المطالبة بالسلام، وعلينا تحويل المجرمين إلى بشر يبالون بالحياة البشرية”. وأشار إلى الحاجة إلى مساعدة حسيّة ومادية لمن يعانون الأمرّين ومَن زادت حاجاتهم بما أنّ المواد الأساسية نفدت، وبما أنّ العملة السورية فقدت 40% من قيمتها ممّا يتسبّب بالركود الذي يؤدّي إلى انهيار الاقتصاد.
وختم المطران قائلاً: “في شهر أيار، نحن نطلب المساعدة من سيّدتنا مريم العذراء”، وشكر “عون الكنيسة المتألّمة” على المؤازرة.