13 نيسان 1986 تاريخ محفور في ذاكرة الناس والكتب، إذ أنّ البابا يوحنا بولس الثاني زار للمرّة الأولى كنيس روما، حيث التقى بالحاخام الفخري لمدينة روما إليو تواف وعانقه، مع أنّ المسافة الفاصلة بين المعبد اليهودي والفاتيكان تقتصر على ميلين فقط! إلّا أنّ المسافة العاطفية التي سُجّلت ذاك اليوم كانت أكبر، بما أنّ حبراً أعظم دخل كنيساً يهودياً لأوّل مرّة منذ زمن القديس بطرس.
أمّا الآن، وبعد ثلاثين سنة على تلك المعانقة التاريخية، فسيُقام معرض في المتحف اليهودي في روما، وفي الكنيس الذي شهد على اللقاء، حيث ستُعرض أشهر الصور التي التُقطت وكانت الشاهدة على تلك المبادرة العاطفية، إضافة إلى قصاصات جرائد ورسوم بالفحم، بدون أن ننسى الكلمة التي خصّ البابا الراحل بها الحاخام، كما الشمعدان الذي قدّمه القائد الروحي اليهودي للحبر الأعظم. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ المعرض سيبقى مفتوحاً لغاية 14 تموز 2016.
وبحسب مقال نشره موقع romereports.com الإلكتروني، إنّ حفيدة تواف هي التي نظّمت المعرض الذي سيتزامن مع الذكرى الأولى لوفاة جدّها، وقد قالت “إنّ الأجيال الجديدة لا تعرف عن هذا اللقاء، ولا تعرف أنّ يوحنا بولس الثاني هو من مهّد ذاك الطريق لخَلفَيه (اللذين زارا المعبد أيضاً بعده)، لذا من المهمّ أن يعلم الجميع أنّ الحوار بدأ هنا”.
من ناحيتها، قالت رئيسة المجتمع اليهودي في روما روث دورجويلو “إنّ تلك المعانقة طبعت لحظة تغيير عظيم في حقبة من العلاقات المهمّة، إذ قطع الرجلان طريقاً لم يعد مطبوعاً بالكراهية والتمييز، بل أصبح مبنياً على القيم المشتركة التي صُنعت”. فالزعيمان الروحيّان يتشاطران إلهاً واحداً وقد قرّرا تناسي الخلافات.