زارت الأم تيريزا دنفر مرتين خلال عام 1980 وطالب من أحد أشد المعجبين بها بأن يقلها من المطار مرتين، إنه الأب شارل وودريش المشهور بين جماعته باسم الأب وودي الذي حاول بشتى الطرق أن يمنح بنفسه هذه المهمة خلال زيارتها عام 1986 وذلك بحسب ما كتبه موقع catholicnewsagency.com. حول هذا الموضوع علقت الطبيبة فكتوريا مككابيه قائلة أنها تتذكر كيف أعلن عن فرحه في الكنيسة قائلا: “بطلتي قادمة وسأعطى فرصة أخذها من المطار، أنا متحمس جدّاً.”
بعيد إعلانه عن الموضوع لقي الخبر صدى كبيراً في الأرجاء فباشر الجميع في الرعية بطرح مساعدات كمثلاً هناك شرطي اقترح أن يقدم عناصر في مجموعته لمرافقة الكاهن والأم تيريزا على الطريق وصاحب ليموزين عرض سيارته لتقلها فما كان من الكاهن الذي لا يملك سوى سيارة قديمة إلا أن قبل، ولكن هل قبلت الأم تيريزا؟
رفضت الأم تيريزا أن تتنقل بالليموزين هي والأخت التي كانت برفقتها فمن المعروف عنها أنه أسست مرسلات المحبة وذهبت الى أبعد مدى كي تتأكد من عيشهن الفقر والتواضع، فحين كان يتوجه الكاهن بهما نحو الليموزين رفعت الام تيريزا يدها وقالت أعتذر يا أبت ولكننا لا نستطيع أن نتنقل بهذه السيارة لذلك اقترح الكاهن أن يستقلوا سيارة الشرطة في حين قادت المجموعة الليموزين.
أما عام 1989 وحين زارت الأم تيريزا دنفر للمرة الثانية كان الأب قد فهم الموضوع فقال الأمر الوحيد الذي أعرفه جيدا هو أنها لا تريد أن تستقل ليموزين. وهذه المرة قاد الكاهن عربة مخصصة لبيع المأكولات للفقراء هو الذي كان لا يوفر فرصة إلا ويساعد بها المعوزين ولكن خلال عودتهم من المطار ثقب إطار الشاحنة وفي تلك الحقبة لم يتواجد الخلوي فما كان منهم إلا انتظار وصول مساعدة أحد فطلبت منهم الأم تيريزا أن يصلوا معاً الوردية وحين انتهوا لم تكن أيضا المساعدة قد وصلت فخاف الكاهن أن تشعر الأم تيريزا بالجوع أو بالتعب فنظرت اليه وقالت له لا تقلق ومن ثم بحثت في ثوبها وأخذت قطعة من الجبنة من جيبها وتقاسمتها معهم وبحسب قوله كانت ألذ قطعة جبنة يتناولها على الإطلاق. أفاد الأب أن هذه الحادثة كانت كفيلة لتظهر كم أن الأم تيريزا قد سلمت نفسها لمشيئة الله.
يخبر الأب أن الملفت للنظر في الأم تيريزا هنا يديها اللتين تظهران أن هذه الراهبة عملت كثيراً في حياتها كانت متواضعة وبسيطة وجدية ولكن اليدين هما ما ميزاها كانا يدي عاملة! وقال: “أنظروا الى هاتين اليدين هما يدي عاملة ويسوع لا يريد أي أناس كسالى فعلينا أن نحذو حذوها ونعمل. وهذا ما كان يفعله الأب وودي الذي قتح أبواب الكنيسة في ليالي شتاء دنفر الباردة عام 1982 لينام فيها المشردون وكان يتصل بكل الأشخاص ليؤمنوا له أغطية ووسادات.
توفي الأب وودي عام 1991 عن عمر يناهز ال68 سنة وقالت مككابيه أنها بحثت حينها عن مكان الأم تيريزا وكتبت لها رسالة أعلمتها فيها عن موته وكانت الرسالة تمتد على 5 الى 6 صفحات فأجابت الام تيريزا ب4 أسطر فقط متأسفة على موته وطلبت منها ألا تحزن فشعرت الطبيبة أن الرسالة كانت وكأنها تقول تابعوا العمل هناك فقراء يحتاجون اليكم لا تجلسوا هكذا وتحزنوا.
أما “الإرث” الذي تركه الأب وودي للفقراء فكان برنامج يمسى مشاريع خدمات الأب وودي وفي جامعة ريجيس في دنفر ومككابيه هي المديرة ومن مشاريعهم تقديم الوجبات للفقراء تماما على مثال الأب وودي الى جانب تحضير حفلات عيد الميلاد في كل سنة للفقراء.