1. المؤسّسات، التي تلتقي معًا اليوم ونلتقيها مجتمعة لأوّل مرّة، هي إمّا من تأسيس البطريركية، وإمّا مرتبطة بالبطريركيّة بطريقة أو بأخرى. وهي في كلّ حال قوّة في الكنيسة والمجتمع اللبناني، وفي النطاق البطريركي وبلدان الانتشار، تساعد البطريرك على إتمام جزء كبير من مسؤوليّاته الكنسيّة والاجتماعيّة والوطنيّة، “كأب ورأس” للكنيسة المارونية، كما تسمّيه القوانين الكنسيّة. كلّ هذه المؤسّسات تجد مكانها الخاصّ في تعليم الكنيسة والمجمع البطريركي الماروني، لناحية مبادئها وأهدافها.
2. الغاية من هذا الاجتماع هي أوّلًا التعارف حول أهداف كلّ مؤسسة كما سيعرّف عنها شفويًّا ممثّلوها في هذا اللّقاء، ثمّ خطّيًّا فيما بعد؛ وثانيًا صون أهداف كلّ مؤسّسة واستقلاليّتها، وإيجاد صيغة تنسيق فيما بينها بتبادل الأفكار والاقتراحات، بغية التكامل في العمل والمشاريع وتجنّب التضارب والازدواجية والتصادم؛ وثالثًا وضع خطّة عمل مشتركة على مراحل زمنيّة وفقًا لأوضاع كنيستنا في مجريات الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسيّة والوطنية، محلّيًا وإقليميًّا، من أجل دعم وجودنا الفاعل وتطوير القدرات وترسيخ البقاء في أرض الوطن؛ ورابعًا،بنتيجة ما تقدّم، دعم دور البطريركية وتعليم البطريرك ومواقفه. فكونه “أبًا” يحتاج أن تشمل عنايته كلّ أبناء كنيسته في مختلف الميادين، وكونه “رأسًا” يحتاج إلى كلّ أعضاء الجسد الذي يكوّن الكنيسة لكي يقوده إلى الخير كلّه.
3. تمثّل هذه المؤسّسات في الكنيسة، مساحة مشتركة يلتقي فيها الجميع بتنوّع انتظاراتهم، بروح “الشركة والمحبة” في بعدَيها العمودي كشركة اتّحاد بالله، والأفقي كشركة وحدة بين الجميع، والبعدان يشدّدهما رباط المحبة. في هذه المساحة يضع الجميع مواهبهم وإمكاناتهم وتطلّعاتهم.
4. إنّ عمليّة التنسيق تقتضي آلية لها. فلا بدّ من لقاءات دوريّة برئاسة البطريرك، ومواكبة يقودها نائب بطريركي، ومتابعة يحقّقها منسّق عام، يؤمّن الاتّصالات اللازمة.
تحت حماية أمّنا مريم العذراء أمّ الكنيسة وسيدة لبنان نضع هذا اللقاء الأوّل، راجين أن تقوده أنوار الروح القدس لمجد الله وخير الكنيسة وشعبها.
المصدر: موقع بكركي