عقدت ظهر اليوم ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حول “اليوم العالمي لمكافحة المخدرات تحت عنوان : “تعاطي”.
شارك فيها مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس “جمعية سعادة سما” الأب مجدي العلاوي، المنسقة الإعلامية في الجمعية السيدة دارين داود مفرج، وشهادة حياة للشاب وليم، وحضرها المهتمين والإعلاميين.
أبو كسم
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر بالحضور وقال: “تتفشى آفة المخدرات يوماً بعد يوم وتفتك بمجتمعنا اللبناني، وبخاصة في الأحياء الفقيرة وعلى أبواب المدارس والجامعات من خلال إناسٍ باعوا ضمائرهم في سوق النخاسة، ليكسبوا المال الأسود مقابل تدمير العائلة والشبيبة ومن خلالهم المجتمع والوطن.“
تابع “في مواجهة ما يحصل من تجارة بالمخدرات، وما يترتب عنها من ضررٍ فادح، يبقى دور الدولة مقتصراً على مكافحة التجارة والتعاطي بها، وهي مشكورةً على كل الجهود التي تقوم بها، ونشد على يدها، وفي هذه المناسبة نوجه التحية إلى حضرة مدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء ابراهيم بصبوس وكل معاونيه في مكتب مكافحة المخدرات على جهودهم وتضحياتهم في سبيل مكافحة هذه الآفة.
أضاف “أما معالجة النتائج، أي معالجة المدمنين ومرافقتهم ومواكبتهم مع عائلاتهم هي من الأمور المهمة، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال، فالمدمن في النهاية هو “ضحية” ومسلوب الإرادة ولا يجب لا بل لا يمكن أن نتركه يصارع الموت ونسلبه إمكانية العودة إلى الحياة.”
وقال “أمام تخاذل الدولة في معالجة المدمنين، تبقى “جمعية سعادة السماء” ومثيلاتها علامة رجاءٍ في هذا الوطن، تبعث الأمل في نفوس من غدرت بهم الحياة، ووصلوا إلى هاوية اليأس، الف تحية لك حضرة الأب مجدي العلاوي، على جهودك التي تختصر بكلمة واحدة وهي المحبّة. وننتهزها مناسبة لنطالب الدولة عبر وزاراتها المختصة، بأن تقدم كل الدعم اللازم لك ولكل المؤسسات الإنسانية العاملة في هذا المجال، لأنكم تستحقون، المساعدة، وهي حق لكم، وأنتم أولى بها من الفاسدين والسماسرة الذين يعيثون فساداً في إدارات الدولة.”
وختم بالقول “الله معكم ونحن معكم، وكل مؤمن بإنسانية الإنسان هو معكم ومن كان الله معه فمن عليه.”
مفرج
ثم تحدثت السيدة دارين داود مفرج عن دور الإعلام في محاربة المخدرات فقالت: “السنة واليوم بالتحديد من المركز الكاتوليكي للاعلام نطلق معركة جديدة ضمن حربنا القديمة الطويلة مع مروجي المخدرات عنوانها العريض هو التركيز على دور الاعلام في محاربة المخدرات.”
تابعت “المدمن هو أكثر الناس انسحابا وهروبا من الحياة وأقلهم جرأة في مواجهة الواقع، كما أن حياته هي الجحيم بعينه، فهو لا يستطيع أن يعيش دون الاعتماد على هذه الآفة الرهيبة.”
اضافت “إن الحاجة ماسة لتوعية الإعلاميين أنفسهم إلى ضرورة التحلي بالوعي عند التعامل مع قضايا المخدرات، بحيث لا تتحول وسائل الإعلام إلى مروج أو ممجد لهذه الآفة دون قصد. وسواء لعبت وسائل الإعلام دورها السلبي بقصد أو بغيره فإن النتيجة واحدة وهي انضمام فئات جديدة من الشباب إلى صفوف ضحايا المخدرات. وبمعنى آخر فإن المطلوب هو صياغة رسالة إعلامية واضحة المعالم وحازمة ومحددة حتى لا ينتج عنها غير المقصود منها.”
أردفت “لابد أن نذكّر بدور الأسرة أيضاً، فإن هذا الفضاء فضاء مفتوح لا حسيب عليه ولا رقيب، وقد غدت أكبر المسؤولية ملقاة على عاتق الأسرة.. فأولياء الأمور هم وحدهم الذين يستطيعون الانتباه إلى أي تغيير في سلوك أبنائهم نتيجة تصفحهم للإنترنت، أو دخولهم بعض المواقع وغرف الحوار. وهم وحدهم الذين يستطيعون التأكد من سلامة الفضاءات التي يلجها أبناؤهم عبر الإنترنت. وعليه فإن رسالة التوعية من أخطار المخدرات يجب أن توجه لجميع أفراد الأسرة لبناء نظام اجتماعي متكامل مدرك لأخطار المخدرات وموحد ضد شرورها.”
وختمت “دورنا كوسائل إعلام لا يتوقف عند حدود طرح المشكلة، بل علينا أن تتجاوز ذلك للحديث عن الحلول، فتعاطي المخدرات رغم أنه مشكلة كبيرة إلا إنه ليس نهاية الحياة.. فالمدمن المبتلى بهذا الداء يستطيع أن يستعيد قواه وأن يعود عضوا فاعلا ونشيطا في المجتمع إذا ما تخلى عن هذا الداء.. ومن واجب وسائل الإعلام أن تنبه المدمن إلى وجود الهيئات والجهات الرسمية والشعبية التي تستطيع أن تمد إليه يد العون لإخراجه من مستنقع الإدمان، ولعل أهم رسالة يمكن أن توجهها للمدمن هي أنك لست وحدك في محنتك بل نحن جميعا معك وإلى جانبك حتى تخرج من تلك المحنة.”
وختمت “نحن بانتظار استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات، ويجب علينا كوسائل إعلام وكأفراد وكمؤسسات المشاركة في تطبيقها، لانه علينا تقع مسؤولية كبيرة في التصدي لهذا الخطر بوعي وإدراك كاملين.”
الأب علاوي
ثم تحدث الأب مجدي علاوي فقال:
“لما نكون ببلد ما في رئيس جمهورية، ما في دولة مهتمة بالمواطنين، تعطيل دائم بمجلس النواب، فساد منتشر بجميع الدوائر الرسمية وعلى جميع الأصعدة ، شو متوقعين ؟
لما نكون ببلد شبابو كلن عم يسعوا للهجرة بسبب البطالة، لما نكون ببلد عدد اللاجئين في بيتخطى عدد سكانو، لما لاجئين بياخذوا وظايفنا، لما ينحصر عدد تلاميذنا بالجامعات الرسمية بسبب عدد اللاجئين اللي كمان بدن يكفوا دراساتن ويشتغلوا، لما يكون القضاء غير عادل .. ولما المؤسسات الإجتماعية والخيرية والدول المانحة فقط ينحصر اهتمامها باللاجئين وتغييب المساعدات عن اللبنانيين…
هالعوامل كلها بتأثر بشكل أساسي على توفر المخدرات بكثرة وبإنتشارها في مجتمعنا، بالمدارس، بالجامعات، ببيوتنا .. من هون المدمن هو ضحية ! ما في حدا بيخلق مدمن واليوم حتى المدمن ما بيتمنى لعدوّه إنو يتعاطى مخدرات.
محاضر الأمن اللي تحررت رسمياً لمتعاطين بالسنة الماضية بلغ عددها 1225 محضراً بارتفاع 5.4% عن العام السابق، أما محاضر الإتجار وصل عددها العام الماضي 860 محضر مقارنة مع 703 محاضر ، أي بارتفاع نسبته 22.3%.
واكتر من هيك أوضحت دراسات بحثية منشورة أنو نسبة متعاطي الحشيش خلال الثلاث سنوات الماضية بلغت 39% والهيروين 30% والكوكايين 13%، والسبب الرئيسي لهذه الظاهرة هوي لوفرتها وكثرة زراعتها بمناطق البقاع بصورة علنية.
أما بالنسبة للفئات العمرية المدمنة على المخدرات تبين أنو
– 25% عمرهن تحت ال 20 سنة
– 32% بين سن 21 – 30
– 16% بين سن 31 – 40،
– 14% بين سن 41- 50،
– 10% بين سن 51 – 60 عاما،
– 3% فوق 60 عاما
و الأسوأ من انتشار وتوفر هالمادة هوي تعاطينا مع المدمن ، نظرة المجتمع إلو، مجتمع بينظر للمدمن كمجرم بالوقت اللي الإدمان هو مرض شخص كان ضحية قساوة الحياة وتحدياتها، المدمن هو إنسان بحاجة لمحبة ، بحاجة لرعاية وحماية ، لهيك نظرتنا للأمور ومسؤوليتنا تجاه المدمنين هيي الحل لمجتمح أفضل.
إلى حد اليوم ما في خطة واضحة مستقبلية للسنين الجايي، ما في دعم من الدولة لحملات توعية ضد المخدرات. من هون، أهمية تعديل القانون اللي بيحكم بالسجن على مدمن بتهمة التعاطي بالوقت اللي لازم يكون في ضرورة إنو يقضي فترة سجنه بمركز للعلاج ومش بالحبس. نحنا اليوم قدام مسؤولية كتير كبيرة، إنو نقدر ننقذ مجتمعنا من معركة المخدرات اللي عم تهدد حاضر ومستقبل ولادنا.
ما رح فوت كتير بتفاصيل شرح مخاطر المخدرات وعواقبها اللي صرنا كلنا نعرفها إنما رح كون عم بحكي شوي عن الجهود اللي لازم كلنا نبذلها بإطار مكافحة المخدرات خاصةً بعد هالفساد كلو والتسهيلات الموجودة لترويج المخدرات دون ما يكون في محاسبة أو مسؤولية أي حدا يتحملها.
وبالنسبة لمواجهة آفة المخدرات فمن الضروري اولاً:
– وضع برامج توعية مع الطلاب إبتداءً من المدارس وحتى الجامعات
– تحفيز الطلاب المدمنين على العلاج
– متابعة المدمن بعد علاجه، وانخراطه من جديد بالمجتمع خاصةً إنو مجتمعنا ما بيرحم وشبابنا بيلاقوا صعوبة كبيرة يرجعوا يلاقوا شغل ويتخطوا أزمة المخدرات
منشكر عمل وجهود كل الجمعيات التي بتُعنى بالمدمنين ، راجين الرب أن نصل إلى مجتمع خالٍ من المخدرات”
وليم
واختتمت الندوة بشهادة حياة لشاب يدعى وليم بعد تجربته المريرة مع آفة المخدرات وقال: “عمري 29 سنة تعاطيت المخدرات منذ 11 سنة، وحاولت مراراً التخلص منها ولم استطع، لم اتعاطى حشرية بل تعاطيب بسبب مشاكل وأنا صغير معي في البيت وعدم الأستقرار، وفي المدرسة كنت أشعر أني غير محبوب ووحيد، وعدم الثقة بالنفس دفعني إلى معاشرة شباب من الشارع وبدأت بالكحول ثم حبوب حتى وصلت للحشيش والكوكايين.
توقفت عدة مرات ودخلت الحبس وتعرفت على تجار الحشيش، كنت عبد لهذه الآفة وللتجار وخسرت كل الناس الذين بحبونني واصدقائي وخسرت أجمل أيام حياتي. كنت انام غير مرتاح أخاف، دائما أن يعطي احد الموقوفين بسبب المخدرات اسمي، خسرت ثقة أهلي واخوتي ولم اتعلم، كنت أركض وراء المخدارت وأبيعها أيضاً.
توقفت 3 مرات، حاولت الإنتحار، ثم أخذت قرار صعب وهو الصعود إلى مركز تأهيل، هناك رأيت حياة ثانية، كل يوم صلاة في صلاة المسبحة، قداس وكل خميس في سجود، طبيب نفسي يتابعك، أحسست بسلام كبير، وأصحابي لديهم نفس المشكلة، وجدت المحبة والإهتمام، واشتغلت على نفسي والأن انا اساعد الأشخاص المدمينين. وعلاقتي مع أهلي واخوتي جيدة وأزورهم، ولكن المؤسف لحد الآن لم استطع العمل بسبب نقطتين سوداء على سجلي، وأنا شكر الدولة انا بحضر لدي محكمة حتى الأن والتاجر حر. من هنا ادعو الشباب إلى عدم تعاطي المخدرات لأن نهايتها في الحبس أو الموت ودعا المتعاطين إلى التوجه إلى مراكز التأهيل للمعالجة.
Pixabay CC0
اليوم العالمي لمكافحة المخدرات تحت عنوان : "تعاطي"
ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام