Osservatore Romano

البابا: "كم من مرّة نخفي يسوع برياء "اللياقة""

في خلال مقابلته العامة مع المؤمنين

Share this Entry

[أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، “يا ربّ، إِن شِئتَ فَأَنتَ قادِرٌ على أن تُبرِئَني”: إنّه الطّلب الذي يوجّهه الأبرص إلى يسوع. هذا الرّجل لا يطلب أن يُشفى وحسب وإنّما أن “يُطَهَّر” أيضًا، أي أن يَتمَّ شفاؤه بشكل شامل في الجّسد والقلب. وكي يصل إلى يسوع لم يَخَف من مخالفة الشّريعة ودخل إلى المدينة، وعندما وجد يسوع “سَقَطَ عَلى وَجهِه وَسأَلَه: يا ربّ، إِن شِئتَ فَأَنتَ قادِرٌ على أن تُبرِئَني”. كلّ ما يقوله أو يفعله هذا الرّجل، الذي يُعتبر نجسًا، هو تعبير عن إيمانه! يعترف بقوّة يسوع: فهو يثق بأنّه يملك السلطة لشفائه وأنّ كلّ شيء متعلّق بمشيئته. هذا الإيمان هو القوّة التي سمحت له بأن يخرق كلّ عادة وعُرْف ويسعى للقاء يسوع، لقد لمس هذا الرّجل يسوع في العمق. يشدّد إنجيل مرقس على أن يسوع “أَشفَقَ عليهِ ومَدَّ يَدَه فلَمَسَه وقالَ له: “قد شِئتُ فَابرَأ”. إنّ تصرّف يسوع يرافق كلماته ويجعل تعليمه أكثر وضوحًا. وبعكس تدابير شريعة موسى، التي كانت تمنع الإقتراب من الأبرص، يمدّ يسوع يده ويلمسه. كم من مرّة نلتقي بفقير آتٍ للقائنا! يمكننا أيضًا أن نكون أسخياء، وأن نتحلّى بالشّفقة، ولكنّنا عادة لا نلمسهم. نقدّم لهم النّقود ولكنّنا نتحاشى لمس يدهم، وننسى أنّ ذاك هو جسد المسيح! أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لنفكّر بأنفسنا وبؤسنا… بصدق. كم من مرّة نخفيه برياء “اللياقة”. في هذا الوقت بالذّات من الضروريّ أن نبقى وحدنا، ونجثو أمام الله ونصلّي: “يا ربّ، إِن شِئتَ فَأَنتَ قادِرٌ على أن تُبرِئَني!”]

أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربية، وخاصةً بالقادمينَ من الشرق الأوسط. أيها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، إن الشيء الوحيد الذي نحتاج إليه حقًا في هذه الحياة هو أن يُغفر لنا، وأن نتحرَّر من الشر ومن تبعاته المميتة. ليمنحنا الرب، بشفاعة العذراء مريم، أن نكون شهودًا لرحمته، التي تنقي القلب وتغيّر الحياة. ليبارككُم الرب!

  © Copyright – Libreria Editrice Vaticana

Share this Entry

Staff Reporter

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير