“أهلاً وسهلاً بكم. حضوركم هنا بالغ الأهمية” هكذا توجّه البابا فرنسيس يوم الأربعاء 6 تموز إلى مجموعة من الحجاج الفرنسيين اجتمعوا في قاعة بولس السادس يعانون فقرًا مدقعًا. وذكّر البابا فرنسيس بمؤسّس الجمعية الدولية لأصدقاء الأب جوزف فريسينسكي لمناسبة مرور مائة عام على ولادة الكاهن الذي وصفه البابا بأنه لم يكلّ يومًا عن الدفاع عن الفقراء مشيراً إلى أنّ “أفقر الفقراء هم في قلب الكنيسة”.
إنّ اللقاء الذي حصل يوم أمس وبحسب ما أفاد موقع إذاعة الفاتيكان القسم الفرنسي، هو من بين المقابلات النادر حصولها في شهر تموز وذلك بسبب اهتمام البابا الكبير بأفقر الفقراء. وأمام جمهور غير معتاد أن يكون محور الانتباه، يقظ وينصت بانتباه شديد إلى ما يقوله البابا شدّد على أنّ “كنوز الكنيسة هم الفقراء”. “إنهم فقراء أراد أن يشابههم يسوع حالتهم. لقد قام بذلك بدافع من الحب وأعطى الأولوية لأشخاص مثلكم تمامًا” مذكّرًا بأنّ الكنيسة التي تحبّ وتفضّل ما يحبّه يسوع ويفضّله لا يمكن أن تجد الراحة طالما لم تلتقي بكلّ من تمّ رفضهم وإقصاءهم ولا يعنون لأحد أي شيء”.
هذا ولم يكتفِ البابا بعبارات تدعم الفقراء بل أوكل إليهم مهمة “تفيد الكنيسة والعالم”: “الصلاة من أجل الأغنياء والمنافقين والمسؤولين عن فقركم حتى يتوبوا فيغيّر الرب قلوبهم”. ثم شكر البابا كل المتطوّعين الذين يرافقون هذه المجموعة الآتية من ليون وضواحيها مشيدًا بالتزامهم وقال: “أنتم لا ترافقون هؤلاء الأشخاص الفقراء فحسب بل تقصدون أن تفهموا معاناتهم ومشاركة يأسهم. إنّ الحياة التي نشاركها مع الفقراء هي التي تحوّلنا وتهدينا”. وقد دعاهم الأب الأقدس إلى الانطلاق من “الحياة المشتركة وليس من النظريات المجرّدة” موضحًا: “إنّ النظريات المجرّدة تقودنا إلى إيديولوجيات وعقائد تدفعنا إلى نكران بأنّ الله أصبح إنسانًا وكان واحدًا منا. في هذه السنة من يوبيل الرحمة الإلهية، أدعوكم أن تعيدوا اكتشاف هذا البعد من التضامن والأخوّة والدعم المتبادَل”.
وفي ختام خطابه وبعد أن تلا صلاة الأبانا في اللغة الفرنسية، أخذ البابا فرنسيس وقته بإلقاء التحية على المشاركين وكان يوجد من بينهم عشرون ولدًا، متبادلاً معهم بعض الكلمات بعد أن قدّموا إليه كتابًا يصف حالتهم.